بدا عنواناً رئيسياً ومهماً لأحاديث ونقاشات أعداد كبيرة من الأسر والطلاب الناجحين في امتحانات شهادة التعليم الأساسي للدورة الحالية، وبعد إصدار التربية لحدود الدرجات المطلوبة ضمن تعليمات القيد والقبول في المدارس للتعليم العام والمهني للطلاب الناجحين، وخاصة لمن حصلوا على درجات نجاح أقل من مئتي درجة.
إذ إن موضوع القبول في التعليم العام ومع نتائج امتحانات التعليم الأساسي مع كل عام دراسي يأخذ حيزاً من الاهتمام، ويشكل مصدر قلق لكثير من الطلاب ممن يرغبون التسجيل في التعليم العام، حيث الهروب والنجاة من التعليم المهني والذي يعد بالنسبة لهم نهاية حلم دراسي وطموح للمراحل الدراسية اللاحقة.
إلا أن اللافت هذه الفترة ومع تحديد معدلات القبول في العام والمهني، وجود رغبة وقبول ملحوظ للتعليم المهني لم يكن مألوفاً سابقاً لأعداد من الطلاب لدراسة التعليم المهني واختصاصاته المختلفة، وذلك ليس للطلاب ممن درجاتهم تسمح لهم القبول في التعليم المهني فحسب، بل لطلاب حصلوا على مجموع عام من درجات تؤهلهم للقبول في التعليم العام، ومنها درجات عالية أيضاً.
وحتى وإن كان هذا القبول للتعليم المهني بنسب ضئيلة مع وجود الرغبة للتسجيل فيه، ذلك بحد ذاته يعد مؤشراً إيجابياً ومهماً لمكانة التعليم المهني وهو الذي شهد لسنوات عدة من إحداثه نفوراً عاماً ولحقت به نظرة مجتمعية دونية، وبأنه تعليم لاجدوى منه ترجى، والهروب منه إنجاز لمصلحة التعليم العام عموماً.
كما أن التربية وجهات عدة معنية ولسنوات متتالية سعت لتغيير النظرة الدونية للتعليم المهني عبر اجتماعات ومؤتمرات وخطط لتطوير واقعه وتحقيق جذب للطلاب إليه كتعليم مهم للغاية ، ومطلوب جدا” ومن شأنه أن يخفف ضغطا” عن التعليم العام ، وهو في دول عدة يعد من الأولويات في الاهتمامات التعليمية حيث الاستثمار الصحيح فيه من أنجح الاستثمارات .
ومع لحظ مؤشرات قبول لهذا التعليم ومع ماتفرضه متغيرات عدة في واقع الاستثمار فيه وتحقيق أفضل جدوى منه ، ذلك كله يدعو لعمل جاد لتطويره سواء مايتعلق بمناهجه وجوانبه النظرية ، أو الجانب العملي والتدريبي لمختلف اختصاصاته وبما يجعله تعليما” جاذبا” يلبي طموحات الطلبة ورغباتهم في امتهان اختصاص يحقق مورد ماديا” لهم ويخدم سوق العمل وحاجاته للمهن المواءمة له من هذا التعليم.
حديث الناس – مريم إبراهيم