تقرير جديد لموقع”غراي زون” الإخباري المستقل، يسلط الضوء على مشاركة الاستخبارات البريطانية بفبركة مسرحيات “الكيميائي”، بقصد اتهام الجيش العربي السوري، وحشد الدعم الغربي للتدخل في سورية وزعزعة أمنها واستقرارها، ما يشكل إثباتا آخر على دعم الحكومة البريطانية للتنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها “النصرة” و”الخوذ البيضاء”.
غني عن القول بأن بريطانيا تتصدر قائمة الدول الأوروبية الداعمة للإرهاب في سورية، وهي حتى اللحظة تمارس سياسة الكذب والتضليل للتغطية على دورها القذر المنوط بها أميركياً وصهيونياً، وبيانها الأخير إلى جانب البيان الأوروبي بخصوص الأوضاع في درعا يعطي دليلاً واضحاً على تشبثها بسياساتها العدوانية تجاه الشعب السوري، وما يسمى “ملف الأسلحة الكيميائية” المبني على الأكاذيب والادعاءات الباطلة، بات المطية الأكثر استخداماً لدى منظومة العدوان وعلى رأسها بريطانيا إلى جانب أميركا وفرنسا، وهذه الدول ما زالت ترفض إخراج هذا الملف من دائرة ألاعيبها السياسية القذرة، لأنها ببساطة تسعى لإبعاد الشبهة عن تورطها بجرائم استخدام الأسلحة الكيميائية، من خلال سعيها الدائم لتبرئة إرهابييها من “النصرة” و”الخوذ البيضاء”، عبر تزوير الحقائق وقلبها رأساً على عقب، ومن خلال تحويل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى منصة عدوان إضافية ضد سورية.
ما كشفه موقع”غراي زون” الإخباري، هو في الحقيقة استكمال للتسريبات المتواترة التي تكشفها الصحافة البريطانية نفسها، وآخرها ما كشفته (التليغراف) قبل أشهر قليلة حول انخراط الحكومة البريطانية المبكر بالحرب الإرهابية ضد سورية منذ عام 2011، ودعم المسؤولين البريطانيين للإرهابيين مادياً وإعلامياً وتسليحياً والتغطية على جرائمهم، وأيضاً إنشاء شبكات إعلامية على أنها “مستقلة” تروج للفكر المتطرف، وكذلك سبق لصحيفة ديلي تلغراف وموقع “ذا كناري” الإخباري، إضافة لكتاب بريطانيين أمثال مارك كورتيس أن قدموا أدلة ووثائق تدين حكومتهم بدعم الإرهابيين من خلال تورطها في تهريب شحنات الأسلحة لهم وتدريبهم، والعمل على تبرير جرائمهم وتلميع صورتهم، وتنظيمهم تحت مسمى “معارضة معتدلة”.
بريطانيا، وبحكم العقلية الاستعمارية التي تقود سياساتها، هي أكثر الدول محاباة للسياسة الأميركية، وتعتبر نفسها “تلميذة نجيبة” لتلك السياسة، حسب تأكيد رئيس وزرائها بوريس جونسون، ولذلك فهي لا تحتاج لأدلة وبراهين جديدة تثبت دعمها للإرهاب، لاسيما أنها كانت الطرف الثالث إلى جانب أميركا وفرنسا في شن العدوان الثلاثي عام 2018 لحماية الإرهابيين، وهي تتحمل مسؤولية مباشرة في سفك الدم السوري واستفحال الخطر الذي يمثله الإرهاب على السلم والأمن الإقليمي والدولي.
البقعة الساخنة – ناصر منذر