بقلم مدير التحرير أحمد حمادة:
لم يتعلم انفصاليو ميليشيا “قسد” الدروس بعد، ولم يتعظوا على ما يبدو من مشاهد سقوط عملاء أميركا في أفغانستان من المروحيات التي تعلقوا بعجلاتها ولقوا حتفهم بعد أن لفظهم الغزاة والمحتلون رغم كل الخدمات التي قدموها لهم.
ومثل هذا الكلام ليس مصدره الفراغ أو الأوهام بل هو حقيقة دامغة نرى فصولها كل يوم، ففي كل مطلع شمس يسقط عدد من عناصر هذه الميليشيا قتلى على يد فصائل المقاومة الشعبية في الجزيرة السورية دون أن يتعظوا من دروس المقاومة للمحتلين وأدواتهم، وانتصار المقاومين على الغزاة والعملاء.
وفي مطلع كل صباح تقع الإصابات المباشرة في صفوفهم دون أن يستوعبوا الحقائق التي تقول بأن الشعوب تلفظ العملاء مهما قدم الغزاة لهم من دعم، وبالتالي مهما قدمت قوات الاحتلال الأميركي ل”قسد” من عتاد وأموال وحماية وتستر على جرائمهم بحق الأبرياء من أبناء وطنهم.
حاصروا أهلنا في الجزيرة السورية وتوهموا أنهم سينجون من غضب المقاومة الشعبية، ضيقوا الخناق على أهلنا هناك وأجبروهم على إخلاء منازلهم والخروج إلى مناطق أخرى بهدف التغيير الديمغرافي، واحتلوا مؤسسات الدولة، ونهبوا محتوياتها وأموالها، وتماهوا مع إرهاب “قيصر” وتوهموا أنهم سيحققون أحلامهم وأوهامهم بهذه الخطوات الإرهابية وإذ بها ترتد عليهم.
اختطفوا المعلمين وأغلقوا المدارس، ومنعوا التعليم باللغة العربية، وحرقوا المناهج التربوية السورية واستبدلوها بمناهج الانفصال، وإذ بأهلنا يقاومون إرهابهم ويتجذرون بأرضهم أكثر ويتمسكون بمناهج تعليمهم الوطنية.
قاموا بجولات على بعض الدول الغربية للترويج لمشاريعهم الانفصالية مثل “الحكم الذاتي” التي تهدف إلى تفتيت سورية وإضعافها، فكانوا أداة المحتل الرخيصة، دون أن يدركوا أن كل إرهابهم المذكور لن ينفعهم ساعة تخلي أسيادهم الأميركيين عنهم، وسنشهد حتماً ذلك المشهد الذي تعلق فيه بعض عملاء أميركا في أفغانستان بعجلات الطائرات الهاربة والتي لفظتهم مع أول دقيقة طيران، وسيلفظهم الغزاة في أول دقيقة خروج وفرار من أرضنا.