بعد انخفاض واضح في عدد الإصابات بفيروس كورونا خلال المرحلة الماضية في بلدنا حيث كان عدد الإصابات مستقراً إلى حد ما ويتجه نحو الانخفاض، (ذلك أن الرقم وصل إلى 9 مصابين كحد أدنى ونحو 15 أو 20 مصاباً كحد أعلى)، عادت الأرقام لترتفع بشكل ملحوظ خلال الأيام القليلة الفائتة، حيث بلغت الإصابات بالفيروس نحو 80 مصاباً في مؤشر واضح على عودة الجائحة بقوة، أي أننا مقبلون على جولة جديدة من المواجهة مع هذا الوباء القاتل.
لقد لوحظ منذ بداية الصيف تجاهلاً واضحاً لكل الإجراءات الوقائية والاحترازية وبحدودها الدنيا، خاصة ارتداء الكمامة التي تخلى عنها معظمنا، ولاسيما في الأماكن العامة ووسائل النقل الجماعي والأسواق، وهو الأمر الذي لا يزال يساهم بانتقال الفيروس بشكل كبير ودون أن نشعر.
لابد لنا ونحن على أبواب فصل الشتاء والعام الدراسي أن نسارع إلى أخذ أعلى درجات الحيطة والحذر للتصدي لهذه الجائحة التي ما تزال تفتك بمعظم دول العالم، وهذا لا يكون إلا بالالتزام بإجراءات السلامة والوقاية العامة.
بغض النظر عن الظروف الصعبة التي نعانيها جميعاً بسبب الحرب والحصار الأميركي والغربي والتي يتذرع بها البعض للهروب من الالتزام، فإن الوعي الصحي بات اليوم ضرورة وليس رفاهية لأنه يحمينا ويحمي أبناءنا وأهلنا ووطننا، لذلك ومن باب الأمانة والمسؤولية الوطنية والأخلاقية فإنه يتوجب علينا جميعاً التقيد بأبسط إجراءات الحماية والوقاية والسلامة حتى نتجاوز هذه المحنة المضافة إلى مِحننا وأوجاعنا الكثيرة، ولا بد لنا أن نعي خطورة الأمر قبل فوات الأوان، فكلنا على قارب واحد.
عين المجتمع -فردوس دياب