لم تكن أجواؤنا الكروية مثالية في يوم من الأيام، وخصوصاً تلك المتعلقة بالمنتخبات، لكنها تتفاوت بين المعتدلة والمقبولة، وبين الرديئة والعاصفة، ويرجع ذلك إلى أسباب بعيدة تتعلق ببنيتها وإمكاناتها المادية المحدودة، وإلى أسباب مباشرة لها صلة وثيقة بالإدارة والتنظيم.
وعند الحديث عن الطموحات والتطلعات المنتخباتية، لا يمكننا الفصل بين هذه الأسباب، أو تحييد بعضها على أقل تقدير، فالسنوات العجاف التي تمر بها كرتنا، إضافة إلى جائحة كورونا وتداعياتها على مناحي الحياة جميعاً، ومنها الرياضة، بطبيعة الأمر، ناهيك عن إشكالية التعاقد مع المدرب التونسي ورحيله، في وقت حرج، كل هذه العوامل تسهم في تضييق مساحة التفاؤل، في تجسيد أحلامنا الكروية المزمنة، بالتأهل لأول مرة في التاريخ إلى المونديال؟! لكننا لا نقول إن التفاؤل معدوم، أو غدا تشاؤماً، بل تفاؤل حذر يبقينا في دائرة التطلعات وإمكانية المنافسة على انتزاع بطاقة التأهل، ولا يدفعنا إلى اتهام أحد بالتقصير أو التواني عن أداء المهام المنوط بها، وتحديداً اتحاد اللعبة، والمدرب الوطني الذي تصدى لمغامرة أكثر منها مهمة، فكلاهما الاتحاد والمدرب، يبذلان أقصى الجهود الممكنة لتذليل كل الصعوبات، وتجاوز التحديات، وسد الثغرات، وتلافي الهنات.. كما أن اللاعبين لن يدخروا وسعاً في التدريبات والتحضيرات والمباريات الودية، وسيشكلون طاقة انفجارية في المباريات الرسمية.. وعلى ضوء ذلك فإن الحرص على المنتخب يقتضي الدعم المعنوي والشحن النفسي الإيجابي، وليس الانتقاد والتجريح، ومنتخبنا على مسافة عشرة أيام فقط من بدء التصفيات الحاسمة.
مابين السطور- مازن أبوشملة