هكذا انقلب السحر على الساحر!

كان يراد للانسحاب الأميركي من أفغانستان – رغم أنه تم باتفاق رعته مشيخة قطر – أن يشعل حرباً أهلية في البلاد لتمتد نيران هذه الحرب لاحقاً إلى باقي الدول التي تصنفها واشنطن خصوماً لها كروسيا والصين وإيران، غير أن أسرع نتائج هذا الانسحاب الفوضوي غير المحسوب النتائج كان انقلاب السحر على الساحر، ففي أول تفجير انتحاري استهدف مطار كابول سقط العشرات من الجنود الأميركيين بين قتيل وجريح، في إشارة خطرة إلى ما ستؤول إليه الأوضاع بعد عشرين عاماً من التدخل الأميركي بذريعة مكافحة الإرهاب.

إذاً الإرهاب الذي زعمت واشنطن أنها كافحته على مدى العشرين سنة الماضية وتباهى بايدن أن بلاده قد باتت محصنة ضده عاد إلى ذروته في لحظة الحقيقة وكأن شيئاً لم يكن، وكلّ المخططات الأميركية – المعلنة على الأقل في هذا الاتجاه – باءت بالفشل والإخفاق، والرئيس الأميركي الذي بدا مشتتا ومتفاجئاً ومذهولاً كان أول الشهود على إخفاقات الحرب الأميركية المزعومة على الإرهاب، في عودة إلى نقطة الصفر.

فالمولود الإرهابي الخطير “داعش” الذي أشرفت على ولادته “الداية” واشنطن أريد له أن يدمر سورية والعراق ولبنان وأن يقسم المنطقة إلى دويلات وكانتونات طائفية ومذهبية وعرقية تلبي طموحات الكيان المسخ “إسرائيل”، ولكن سرعان ما وجد هذا المولود المشوه تربة خصبة له في أفغانستان – والأرجح تحت رعاية واشنطن أكبر رعاة الإرهاب في العالم- لتكون النتيجة أن الإرهاب كفكر وتنظيم وممارسة مربوط بالحضور والمصالح الأميركية أنى اتجهت مطامع ومخططات هذا الحضور وكيفما تقلبت المصالح، وثمة من يسأل “ببراءة” أين ذهبت جحافل التنظيم المشتتة والفارة بعد هزيمتها واندحارها أمام الجيش العربي السوري والحشد الشعبي العراقي، لتجيب الأحداث الأخيرة عن جزء من هذا السؤال فيما تتكفل الأيام القادمة عن الإجابة عن باقي أجزائه.

وفي العموم ليست المرة الأولى التي ينقلب فيها السحر على الساحر، فقد سبق أن انقلب تنظيم القاعدة الذي أنشأته واشنطن عليها فكانت أحداث 11 أيلول، غير أنها لا تتعلم كثيراً من أخطائها، فمن يربي الأفعى السامة في جحره عليه أن يكون مستعداً للدغاتها، وهناك مثل مشهور يقول “طباخ السم لا بدّ أن يتذوقه”!.

البقعة الساخنة – عبد الحليم سعود

آخر الأخبار
"الأنصارية الأثرية" في حلب.. منارة لتعليم الأطفال "صناعة حلب" تعزز جسور التعاون مع الجاليات السورية والعربية لبنان: نعمل على معالجة ملف الموقوفين مع سوريا  شهود الزور.. إرث النظام البائد الذي يقوّض جهود العدالة التـرفـع الإداري.. طوق نجاة أم عبء مؤجل؟ سقف السرايا انهار.. وسلامة العمال معلقة بلوائح على الجدران أبطال في الظل في معهد التربية الخاصة لتأهيل المكفوفين لماذا قررت أميركا تزويد أوكرانيا بعيونها الاستخباراتية لضرب عمق روسيا؟ ختام مشروع وبدء مرحلة جديدة.. تعزيز المدارس الآمنة والشاملة في سوريا شراكة مجتمعية لترميم مدرسة في الضمير إسرائيل تمنع 14 سفينة مساعدات لغزة وتثير انتقادات دولية "حماس" تدرس خطة ترامب.. والبيت الأبيض ينتظر الرد مبعوث جديد إلى سوريا.. فهل من دور؟ مقاومة المضادات الحيوية.. استراتيجية لمواجهة تهديد عالمي مشترك استراتيجية "قسد" في تفكيك المجتمعات المحلية ونسف الهوية الوطنية ملتقى التوظيف جسر نحو بناء مستقبل مهني لطالبي العمل خبير بالقانون الدولي: السلطة التشريعية الرافعة الأساس لنهوض الوطن وتعافيه السياحة تستقطب الاستثمارات المحققة للعوائد والمعززة للنمو الاقتصادي عبد المنعم حلبي: استعادة الثقة أهم أولويات البرلمان الجديد قروض حسنة بلا فوائد.. كيف نضمن وصول الدعم للمنتجين؟