وكأن منتخبنا الكروي بات في وضع مثالي يؤهله لبلوغ نهائيات كأس العالم في قطر 2022, حتى نطالبه بتحقيق الانتصارات المتتالية في مباريات الدور الثالث من التصفيات الآسيوية, وحسم التأهل باكراً؟!.
ولعلنا تناسينا خمسة عشر شهراً, كان فيها منتخبنا بعهدة المدرب المعلول الذي لم يقدم له شيئاً, وتحت وطأة الظروف القاسية التي مرت بها كرتنا, من وباء كورونا, إلى الحصار الجائر وتجميد أرصدة اتحادنا الكروي, مروراً بشح في المعسكرات الخارجية وندرة المباريات الاحتكاكية, وربما تغافلنا عن مشكلات كرتنا المزمنة البنيوية منها والشكلية, المتعلقة بغياب الشخصية وتواضع الثقافة الكروية, وضعف مستويات المسابقات المحلية, وسوء أرضية ملاعبنا, وهشاشة العملية التدريبية في الأندية, والخلل الواضح في التحضير البدني والذهني للاعب, والصعوبات الجمة التي تعترض عمل اللجنة المنوط بها التواصل مع اللاعبين المغتربين ومتابعتهم ودعوتهم لتمثيل كرتنا!!.
صحيح أن منتخبنا بقيادة الكادر الفني الوطني لم يحصد إلا نقطة واحدة من مباراتين, لكنه أعطى انطباعاً إيجابياً لجهة الأداء الذي تطور, ومنح إمكانية لتحسن النتائج في المباريات القادمة من التصفيات, لكن ذلك لايعني بالضرورة أن يُترجم ذلك على أرض الواقع, كما أننا لانستطيع إلقاء اللائمة على المدرب, ولا على اللاعبين أنفسهم, لأن ذلك لا يؤدي إلا إلى زيادة الضغط على المنتخب, في وقت هو بحاجة للدعم المعنوي والإعلامي, ومؤازرته والشد على عضده..
إن منتحبنا الكروي أمسك البوصلة بشكل صحيح وبدأ يتوجه في الاتجاه السليم, فإن حقق المأمول ولامس التطلعات في التأهل لأول مرة في تاريخنا الكروي إلى نهائيات كأس العالم, فسيكون كمن اجترح معجزة وروض المستحيل؟! وإن كان غير ذلك فتكون تبعات سنين الإهمال, وتراكمات الأخطاء أدلت بدلوها وقالت كلمتها.
مابين السطور- مازن أبوشملة