هي إرهاصات مرحلة جديدة في الجنوب السوري فرضها الميدان بكل إنجازاته، وصاغت مشاهدها ونتائجها عمق الرؤى وصوابية الاستراتيجية السورية السياسية والعسكرية في تغليب المصلحة الوطنية العليا، بما يضمن بسط السيادة الوطنية على كل البلدات والقرى، وتسوية أوضاع من أرادوا العودة عن ضلالهم وارتهانهم إلى جادة الصواب الوطني، وتمزيق خرائط العدو الصهيوني التخريبية.
في بلدات الجنوب تغير المشهد الميداني بعكس ما كان يريده أعداء سورية، وانقلبت المعطيات لمصلحة الدولة السورية، الأمر الذي يقلص مناورات رعاة الإرهاب وفي مقدمتهم كيان الاحتلال إلى حدودها الدنيا، ويضيق أفق الرهان الاستعماري على جعل قرى الجنوب بؤرة إرهابية مشتعلة تهدد أمان المواطنين وتستهدف جيشنا الباسل.
فالإنجاز السوري المتسارع واستعادة المدن والبلدات جنوباً تباعاً، واستكمال مهمة فرض السيادة الوطنية على كل التراب السوري لا ينسف فقط الخطوط الإرهابية للعدو الصهيوني الذي استمات ليبقى الجنوب سكيناً في الخاصرة الجنوبية السورية، بل إنه يرسل إشاراته ورسائله القوية والحاسمة إلى الشمال أيضا، حيث خزان الإرهاب في إدلب وريفها.
إنه لا مكان للإرهابيين والغزاة والمحتلين على الأراضي السورية، وإن كل شبر تراب سوري ستتم استعادته ذلك هو البوصلة في كل خرائط التحرير السياسية والعسكرية المرحلية والمستقبلية، وأولى أولويات الاستراتيجية السورية كثابت لا يتغير ولو زاد العصف الإرهابي وتعددت المؤامرات العدوانية.
فما أثمرت عنه استراتيجية التحرير بشقي الحسم والتسويات، وما حققه التكتيك العسكري النوعي والحكمة الرشيدة للقيادة السورية، وما أفرزه الميدان من معطيات ووقائع استطاعت به الدولة السورية أن تفرد أوراق قوتها على طاولات التعاطي الدولي مع أي حلول نهائية للحرب الإرهابية، الأمر الذي جعل أعداءها أنفسهم يقرون بخيبة وإذعان سواء كان معلناً بتصريحات أم ضمنياً تفسره العديد من الاستدارات الحادة لدول انضوت بمحور العدوان، إن الدولة السورية وحدها من يمتلك زمام حسم كل المعارك التي تخوضها على أرضها بمواجهة الإرهاب.
ورقة الشمال التي يناور بها أردوغان ليتوسع عدوانياً في الأرض السورية ستحرق في يديه وسيحترق كل قش مناوراته العبثية ورسائل الجنوب المدوية سيخترق صخبها صمم كل المعتدين.
فوحدها سورية بمشروعية وقانونية حقوقها تفرض خياراتها على كامل جغرافيتها محددة رؤاها المرحلية والمستقبلية، بعيداً عن أوهام المتآمرين والمحتلين، فمحاربة الإرهاب استراتيجية سورية معلنة، وعلى التوقيت السوري فقط ستدق نواقيس التحرير والانتصارات.
حدث وتعليق – لميس عودة