رسائل الجنوب إلى الشمال

هي إرهاصات مرحلة جديدة في الجنوب السوري فرضها الميدان بكل إنجازاته، وصاغت مشاهدها ونتائجها عمق الرؤى وصوابية الاستراتيجية السورية السياسية والعسكرية في تغليب المصلحة الوطنية العليا، بما يضمن بسط السيادة الوطنية على كل البلدات والقرى، وتسوية أوضاع من أرادوا العودة عن ضلالهم وارتهانهم إلى جادة الصواب الوطني، وتمزيق خرائط العدو الصهيوني التخريبية.

في بلدات الجنوب تغير المشهد الميداني بعكس ما كان يريده أعداء سورية، وانقلبت المعطيات لمصلحة الدولة السورية، الأمر الذي يقلص مناورات رعاة الإرهاب وفي مقدمتهم كيان الاحتلال إلى حدودها الدنيا، ويضيق أفق الرهان الاستعماري على جعل قرى الجنوب بؤرة إرهابية مشتعلة تهدد أمان المواطنين وتستهدف جيشنا الباسل.

فالإنجاز السوري المتسارع واستعادة المدن والبلدات جنوباً تباعاً، واستكمال مهمة فرض السيادة الوطنية على كل التراب السوري لا ينسف فقط الخطوط الإرهابية للعدو الصهيوني الذي استمات ليبقى الجنوب سكيناً في الخاصرة الجنوبية السورية، بل إنه يرسل إشاراته ورسائله القوية والحاسمة إلى الشمال أيضا، حيث خزان الإرهاب في إدلب وريفها.

إنه لا مكان للإرهابيين والغزاة والمحتلين على الأراضي السورية، وإن كل شبر تراب سوري ستتم استعادته ذلك هو البوصلة في كل خرائط التحرير السياسية والعسكرية المرحلية والمستقبلية، وأولى أولويات الاستراتيجية السورية كثابت لا يتغير ولو زاد العصف الإرهابي وتعددت المؤامرات العدوانية.

فما أثمرت عنه استراتيجية التحرير بشقي الحسم والتسويات، وما حققه التكتيك العسكري النوعي والحكمة الرشيدة للقيادة السورية، وما أفرزه الميدان من معطيات ووقائع استطاعت به الدولة السورية أن تفرد أوراق قوتها على طاولات التعاطي الدولي مع أي حلول نهائية للحرب الإرهابية، الأمر الذي جعل أعداءها أنفسهم يقرون بخيبة وإذعان سواء كان معلناً بتصريحات أم ضمنياً تفسره العديد من الاستدارات الحادة لدول انضوت بمحور العدوان، إن الدولة السورية وحدها من يمتلك زمام حسم كل المعارك التي تخوضها على أرضها بمواجهة الإرهاب.

ورقة الشمال التي يناور بها أردوغان ليتوسع عدوانياً في الأرض السورية ستحرق في يديه وسيحترق كل قش مناوراته العبثية ورسائل الجنوب المدوية سيخترق صخبها صمم كل المعتدين.

فوحدها سورية بمشروعية وقانونية حقوقها تفرض خياراتها على كامل جغرافيتها محددة رؤاها المرحلية والمستقبلية، بعيداً عن أوهام المتآمرين والمحتلين، فمحاربة الإرهاب استراتيجية سورية معلنة، وعلى التوقيت السوري فقط ستدق نواقيس التحرير والانتصارات.

حدث وتعليق – لميس عودة

آخر الأخبار
الاتصالات تبحث التعاون الرقمي والتقني مع وفد التجارة الأردني في بيلدكس.. شركات تعود من الغربة لتبني من جديد  رؤى لتطوير صناعة النسيج ومقومات نجاحه    خربوطلي لـ"الثورة": سوريا تبقى الشاغل لدول العالم لفرصها الاستثمارية  الشيباني: بوادر الاستثمارات الضخمة بدأت وستنعكس إيجاباً على المواطن شركات جزائرية في حسياء الصناعية بشائر خير للأسواق السورية..  تفاهمات ولجان لعلاقات صناعية و تجارية متقدمة مع الأردن    وقف استيراد الخضار  العقاد لـ"الثورة": بلدنا زراعي يصدّر ولا يستورد    تشخيص واقع مزارع الفستق الحلبي ودعوات لدعم المزارعين  محاضرة عن واقع مياه الشرب في حلب .. آفاق وتحديات    ميليباند: الاحتياجات في سوريا هائلة والقيادة الجديدة تريد الاستقرار للمنطقة تشغيل محطة مياه المريعية النموذجية باستطاعة 160 م3/سا خازن غرفة تجارة الريف : نسعى إلى تبسيط الإجراءات تسويق 242 طناً من القمح في حمص  اغتيال ضابط شرطة في جرابلس بعبوة ناسفة استهدفت سيارته وأصابت أسرته  "المالية" والمنافذ البرية والبحرية تناقشان التنسيق المالي والجمركي  تناقص كبير في نسبة تخزين سدود حمص تقييم أضرار المباني الخاصة تمهيداً لإعمارها في درعا  توزيع قرطاسية على 1300 طالب وطالبة في كويا  العملات المشفرة إلى أين؟.. تعاملات في الظل عبر الانترنت ومن دون مرجعية "المركزي"