ليس من باب المصادفة أن يعيد تشرين، بانتصاراته المشرّفة وأيامه المشرقة، رسم حكاية إضافية في وجدان السوريين، وهو الذي يحمل ما يكفي من محطات سياسية ووطنية كبيرة وعظيمة .
يحتفل السوريون هذه الأيام بذكرى تشرين وهم يواصلون معركتهم ضد (الإرهاب) وأدواته القديمة منها والحديثة، ويخطون في مواجهتهم صفحات لم تعرفها البشرية من قبل، فهم رسموا خلال عشر سنين عجاف صفحات من الصمود والتضحيات ليجددوا دفاترهم ويكتبوا في عناوينها ملحمتهم الوطنية بنسختها الجديدة.
هذا العام يحضر تشرين وتحضر معه دفاتره التي لا تزال تتسع صفحاتها ليعاد ما حدث طوال تلك العقود وما تلاها، فالمعركة التي خاضتها سورية دافعت من خلالها عن العالم كله في التصدي للإرهاب، وقد استطاعت بإرادة شعبها، وببطولات جيشها الباسل وحكمة قائدها أن تستمد جذوتها من تجارب مديدة كان تشرين أحد نماذجها.
هي ثقافة تشرين ونبضه، ثقافة عطاء ليست طارئة على مجتمعنا بل هي حصيلة نضال وجهود عمرها آلاف السنين انتهتْ بنصر رجال سيبقى التاريخ يعلنهم، رجال المعجزات الذين رسموا لوحات من الصمود الأسطوري.
تشرين الذي أعاد للأمة العربية عزتها وكرامتها وعنفوانها لم يعد ذاكرة في أيام مضت، لكنه استحضار للحاضر الذي يخطه السوريون كل يوم، حيث الانتصارات تتوالى على مساحة الجغرافية السورية .
في رحاب الذكرى سنكتب في دفاتر تشرين المعلقة في وجداننا بعضاً مما كُتب قبل عشرات السنين، وسنضيف الكثير عما حققه السوريون خلال سنوات الحرب والحصار، فتشرين هو ذكرى الاعتزاز والفخر لكل عربي مخلص لأمته، فالتحية وكل التحيات لأبطال تشرين الذين دفعوا الضيم عن الوطن وقدموا أرواحهم رخيصة على محرابه .
رؤية – عمار النعمة