إلى الشمال السوري.. وتحديداً إلى مدينة إدلب ترنو الأبصار الدولية، ويترقب أهالي المحافظة ساعة تحريرهم من رجس الإرهاب، بينما يتحسس نظام الاحتلال الإخواني رأسه، فهو وتنظيماته الإرهابية المأجورة قاب قوسين، أو أدنى من الانهيار والاندحار عن كامل المناطق التي يحتلونها، ويعيثون فيها فساداً، وتخريباً، وإرهاباً، وإجراماً، كيف لا، ويد بواسل الجيش العربي السوري على الزناد لاستكمال عمليات التحرير، والتطهير من الجنوب، وصولاً إلى الشمال.
وهنا لا مجال للتأويل، أو التخمين، أو وضع الاحتمالات، فرسائل دمشق أبلغ وأوضح من أن تحتاج إلى تفسير، أو شرح حتى، قالتها على المنابر الدولية، والإقليمية، والمحلية أيضاً، إن تحرير التراب السوري، هو قرار سوري بامتياز، ولا رجعة عنه على الإطلاق، وبأنه لن يكون هناك أي تواجد لأي قوات محتلة، أو غير شرعية على أراضينا، وختمت بالقول إما الرضوخ للإرادة السورية وإما الحسم، والموضوع غير قابل للنقاش، ومن لن يخرج طوعاً فسيخرج صاغراً مهزوماً إلى مدافن الخزي والعار.
يخطئ اللصّ أردوغان في حساباته إن ظنّ أن إرسال المزيد من قواته المحتلة لمؤازرة إرهابييه، سيثبت تموضعه العدواني والاحتلالي، وسيحمي تنظيماته التكفيرية لتبقى إدلب رهينة لجرائمهم، بل هو يغالي بأوهامه كثيراً إلى حد الهلوسة السياسية، إن اعتقد أنه وإرهابييه سيبقون في الأماكن التي يسيطرون عليها إلى ما لا نهاية، وأنه بحماقاته الميدانية هذه، قد يغير من الحقائق التاريخية، والديموغرافية، والجغرافية، التي تقول إن هذه الأراضي التي يتمّ تتريكها عنوة، وتهجير سكانها السوريين بالإجبار والإكراه، وتحت سيف الإرهاب المسلط على رقابهم، قد يغير من الحقائق التي تقول إن هذه الأراضي هي أراض سورية وأصحابها سوريون، وبأن الوجود التركي هو قوة احتلال وعدوان، سيكون مصيره كمصير باقي التنظيمات الإرهابية المندحرة.
من حرر الغوطة الشرقية، وحلب، وغيرهما الكثير، لن يعجز عن تحرير إدلب.. وكما انتصر حماة الديار في كلّ معاركهم التحريرية، سينتصرون هذه المرة، ليعود علمنا مرفرفاً فوق كلّ ساحات الوطن من أقصى الجنوب، إلى أقصى الشمال.
حدث وتعليق -ريم صالح