عنوان مخلد لاينسى في سجل الذكرى على مر السنوات، وكيف ينسى وهو الذكرى المنكهة بطعم الانتصارات، وبطولات المجد والعزة والإباء، ذكرى حرب تشرين التحريرية التي حطمت أسطورة العدو الذي لايقهر، ودونت في سجلات التاريخ أروع مشاهد الانتصارات وبطولات جيش عربي سوري يضحي بالدم والروح من أجل وطن شامخ كرمى لعينيه تهون كل التضحيات.
ففي الذكرى الثامنة والأربعين لحرب تشرين التحريرية التي تصادف اليوم، حرب العزة والكرامة، يزداد السوريون قوة وعزيمة على التمسك بروح تشرين وانتصاراته، ومتابعة نهج الإصرار والعمل لمزيد من الانتصارات على جميع أشكال الإرهاب والعدوان وداعميه من دول عدة.
فالسادس من تشرين الأول عام 1973 تاريخ مميز دونه بواسل جيشنا السوري، وهو الحافل بالبطولات والتضحيات، وتجسيد شعار الشهادة أو النصر لأبطال عظماء لم يكن حب الوطن بالنسبة لهم مجرد كلمات وشعارات بل فعل وعمل بطولي في ميادين وساحات الحرب في مواجهة العدوان الإسرائيلي واسترجاع كامل تراب الأراضي المحتلة وتحقيق النصر المشرف لسورية وللعرب.
وتشرين اليوم أشبه بتشرين التحرير والكرامة منذ ثمانية وأربعين عاماً، فبعد عشر سنوات من حرب غربية وإقليمية عدوانية وإرهاب بجميع أشكاله على سورية يثبت الشعب السوري أنه بحق شعب تليق به الانتصارات والبطولات المشرفة، رغم كل المعاناة ومواجهة تحديات وضغوطات على مختلف الصعد، وظروف صعبة للغاية استنزفت الكثير من الطاقات والإمكانيات.
فسورية التي تتغنى بانتصارات التحرير لتبقى ذكراها ماثلة ومتجذرة في القلوب والعقول، مازالت تتغنى وتعانق الشمس بمزيد من الانتصارات وأروع بطولات المجد والكرامة، وتعلن للعالم أجمع أنها ستبقى القوية العصية على كل الأعداء والإرهاب، وشمس انتصاراتها ساطعة أبداً لاتغيب في تشرين وفي كل يوم وزمان بهمة جيشها الذي يستعذب التضحية بأغلى ما يملك، وقائد شجاع، وشعب الإرادة القوية الصامد في وجه كل الصعاب.
ولا ننسى مع عبق الانتصارات وتجدد الذكرى شهداء الوطن الأبرار وجرحاه الأبطال الذين سيبقون مشاعل النور الذي تقتدي بها الأجيال، ودافعاً لمزيد من العمل والعطاء، شهداء خطوا ورسموا بدمائهم الطاهرة أروع لوحات النصر على الأعداء لتظل سورية مهد الحضارات شامخة أبية، وأرض خصبة لينبت فيها الحب والخير والسلام، وليبقى وطننا على الدوام سيد الأوطان.
حديث الناس- مريم إبراهيم