أكثر من شهر مر على بداية العام الدراسي الجديد والمشكلات التي يتكرر حدوثها مع بداية كل عام لم تأخذ طريقها إلى الحل، أو التغلب على معظمها رغم أهمية التفاصيل والجوانب المتعلقة بهذه المشكلات، وأبرزها تأمين الكتب المدرسية والكوادر التعليمية والتدريسية اللازمة لمختلف الصفوف والمراحل الدراسية، هذا عدا بقية الصعوبات حول مستلزمات البنية التحتية للعديد من المدارس وجهوزيتها.
وعلى أهمية جميع مايتعلق بجاهزية المدارس واستقرار العام الدراسي، إلا أن مشكلة توزيع الكتب المدرسية ونقص هذه الكتب في المدارس حتى هذا الوقت بدت المشكلة الأكثر معاناة للطلاب وللمدرسين وللأهل ومنهم من اضطر لشراء كتب من المكاتب الخاصة وبأسعار عالية لتلافي المشكلة ما أمكن ذلك، حرصاً على متابعة العملية التعليمية.
وهناك مفارقة ملحوظة تدعو للدهشة والتساؤل، حيث إن التربية تؤكد على مديرياتها وتطلق التصريحات حول تأمين جميع متطلبات الدراسة، وضرورة تأمين الكتاب المدرسي وتلافي أي نقص فيه لجميع الصفوف والمواد الدراسية، في حين أن واقع مدارس كثيرة يؤكد معاناة نقص الكتب المدرسية وهي الأساس والجوهر في العملية التعليمية.
المفارقة أيضاً تأكيد التربية وتحديداً مؤسسة الطباعة أن الكتب مطبوعة قبل بداية العام الدراسي وجاهزة في المستودعات المركزية، ولكن السبب الأساسي في التأخر هو عدم توافر وسائل النقل المناسبة لأسباب عدة منها تسعيرة جديدة للنقل وعدم توافر المحروقات، في الوقت الذي تعاني فيه المدارس من حاجتها لهذه الكتب منذ افتتاح المدارس في الخامس من أيلول الماضي.
وبما أن مشكلة التربية تكمن في وسائل النقل، أين دور الجهات المعنية من إيجاد حلول لمشكلة نقص الكتب المدرسية؟، وأين هي المرونة وإيجاد بدائل وحلول مناسبة لوصول هذه الكتب إلى طلبة المدارس في مختلف المناطق وتلبية احتياجات المدارس منها، طالما أن هذه الكتب جاهزة ومتوافرة في مستودعات الكتب المدرسية.
فاستقرار عام دراسي أمر غاية في الأهمية، يحتاج لجهود كبيرة ومتابعات مستمرة على جميع الصعد لتجاوز أية مشاكل وتلافي مفارقات مابين الكلام والواقع ، وخاصة في ظل الظروف والتحديات الصعبة، وبعد هذه السنوات من الحرب الكونية على سورية لتظل مدارسنا مناهل للعلم لجيل هو باني سورية المتجددة القوية في كل الظروف والأزمنة.
حديث الناس – مريم إبراهيم