يجمع المختصون على أن الدراما باتت واحدة من أقوى الأسلحة التي تسهم في بث القيم المجتمعية وتقوم بدور هام في تقويم سلوك المجتمعات ومحاربة الظواهر السلبية، مساهمة منها في تشكيل وعي شرائح المجتمع كافة والشباب على وجه الخصوص.
لذلك كان لابدّ من الاستثمار في هذه الصناعة الهامة، وهذا ما ركز عليه الاجتماع الأخير للجنة صناعة السينما والتلفزيون بمجلسها الجديد، حيث توقف أعضاء اللجنة عند أهم المعوقات التي تعترض صناعة الدراما والطريقة الأمثل لتذليلها، سواء على صعيد عمليات التصوير والتسويق أو هموم المنتجين ومطالبهم.
وتشارك المنتجون مع أعضاء اللجنة في تقديم الاقتراحات للنهوض بواقع الدراما التي كانت في غير مرحلة الرائدة على مستوى الوطن العربي بتميز منتجيها وفنانيها وقبل كلّ شيء في التمكن من أدواتها التقنية والفنية سواء على صعيد الشكل أو المحتوى.
ويبدو أن المعضلة الأساس التي كانت الشغل الشاغل للمنتجين هي توزيع الأعمال في ظلّ ما تعانيه البلاد من حصار سياسي واقتصادي ما يتطلب فتح منافذ جديدة للتسويق ،وربما إنشاء رابطة للموزعين تساهم في تحقيق العدالة بين المنتجين لجهة توزيع الأعمال المنتجة بعيداً عن أسلوب الدكاكين التي تبيح لكلّ منتج أن يجد طريقة لبيع منتجه، وهذا بدوره يحمي حقوق المنتج من هدر أعماله.
وربما كان اقتراح إنشاء صندوق سيادي لدعم الإنتاج الدرامي يكون متاحاً للمنتجين لتنفيذ موضوعات نوعيّة وقيّمة فنيّة جديدة، هو واحد من الأساليب التي تساهم في تطوير الدراما وعودتها إلى مكانتها التي تليق بها، وتحافظ على الفنانين والمنتجين للاستثمار في الوطن بدل التحول إلى الدول المجاورة للإنتاج لديهم، وبذلك تكون الخسارة مضاعفة لجهة” الكوادر التقنية، والفنانين” .
ولأن الدراما باتت الضيف الأهم في فضاءاتنا الفضية، والزائر الدائم على موائدنا، والأكثر تأثيراً في برمجة عقول الشباب، كان لابدّ من استثمارها في تعزيز الهوية الوطنية وترسيخ الانتماء وغرس قيم الخير والجمال، وحبّ الوطن، فهي وقبل كلّ شيء مرآة المجتمع ورسولنا الأمثل إلى العالم.
رؤية -فاتن أحمد دعبول