أريد منها الاهتمام بالطلاب المتفوقين ورعايتهم، حيث إن التفوق ثروة وكنز هام من كنوز العلم والمعرفة لدوره الهام في بناء وتقدم المجتمعات وتحقيق التطور في مختلف المجالات والصعد، في حال تم استثمار التفوق بالشكل المطلوب ليعطي هذا الاستثمار مزيداً من النتائج الإيجابية التي تنعكس بمجملها قوة وتقدماً على جميع الأفراد .
فمدارس المتفوقين كان لها الدور الهام والمميز في استقطاب أكبر عدد ممكن من طلاب متفوقين أثبتوا بجدارة تميزهم وقدراتهم التي جعلتهم يحققون مراتب متقدمة ودرجات عليا في دراستهم ومراحلهم التعليمية، فاستحقوا كل الرعاية والمتابعة عبر افتتاح المزيد من هذه المدارس وإحداث الشعب الصفية الجديدة فيها مع تزايد أعداد الناجحين ودرجاتهم واجتيازهم اختبارات القبول المتعلقة بهذه المدارس.
إذ إن أعداد الطلاب المتفوقين للعام الدراسي الحالي تجاوزت بكثير الطاقة الاستيعابية المحددة لهذه المدارس المتوزعة في مختلف المحافظات، وهناك طلاب كثر نجحوا وبجدارة في اختبارات القبول سواء في العلامة أو في تحقيق شروط وأسس القبول المحددة بناء على تعليمات وزارة التربية المؤكدة للتقيد بشروط القبول في هذه المدارس، ومنها مدرستا نذير نبعة والباسل بدمشق.
وكما بقية المدارس في مختلف المراحل التعليمية وما تواجههه من صعوبات مع بداية كل عام دراسي، هناك مشكلات عدة تواجه مدارس المتفوقين وأبرزها مشكلات الكوادر التدريسية المناسبة لهذه المدارس ومستويات الطلاب، فوجود ثلاثة وثلاثين طالباً في شعبة صفية تقترب مستوياتهم وعلامتهم فوق 300 درجة، لاشك يحتاجون لكوادر متميزة في الإعطاء وضبط الصف ولجميع المواد بما يتناسب مع هذه السوية المتميزة.
والتربية كجهة تهتم بهذه المدارس وتؤكد سعيها للاهتمام بها ومتابعتها وتقديم كل مستلزماتها التعليمية والإدارية والبنية الخدمية وفق احتياجات هذه المدارس وتوافر الإمكانات، بما يحقق أهدافها في رعاية واستيعاب الطلبة المتفوقين ليكونوا دعامة أساسية من دعامات العملية التربوية والتعليمية .
إلا أن واقع العديد من هذه المدارس -وحسب طلابها- يسجل ملاحظات على مشكلات تأمين كوادر تعليمية متمكنة خاصة لمواد أساسية منها الرياضيات والفيزياء واللغة العربية وغيرها، ما يتطلب متابعة ضرورية إضافية لمتابعات التربية بما يجعل من هذه المدارس بيئة خصبة للتفوق وتخلق روح التحدي وإثبات الذات والتميز لمزيد من النجاح في أفضل استثمارات التفوق واحتضان المواهب والكفاءات العلمية.
حديث الناس – مريم إبراهيم