ثورة اون لاين – رياض طبرة:
ليس هناك من استسهال يعادل استسهال الهجوم على الإعلام السوري أو على الثقافة والمثقفين السوريين ورميهم بكل معرة أو إهمال أو تقصير, فيما يتم الاعتراف للسوريين بتزيين محطات الأرض كلها إن توفرت لهم فرصة العمل فيها .
ليس مهما إن كان الهجوم بمنسوب عال أو أقل علواً , لكن السؤال من أين جاء كل ذلك حتى بات أي متحدث لا يجد غضاضة في أن يكيل الاتهامات كيفما اتفق لهاتين المؤسستين و بات بمقدور أي متحدث أن يرمي إعلامنا بما يشاء.
سألت أحدهم هل لديك شاهد أو دليل , لم يكلف نفسه عناء التأكيد أو النفي بل أحالني إلى الجمهور , طالباً مني اعتبار الجمهور حكماً , وهنا لا بد أنه ربما نجح في إحراجي , ووضعي في موضع لا أحسد عليه .
لا أنكر أنني تجرعت مرارة السؤال من جديد : هل يقاطع الجمهور إعلامنا ؟ وهل ينتظر الخبر اليقين منه وبالتالي أراه عرضة لإعلام غير بريء بكل تأكيد أو محايد , إن لم أقل إنه أي المواطن السوري عرضة لإعلام تضليلي , وبالتالي هو متأرجح ما بين إعلام كما يروجون لا يلبي طموحاته وإعلام له مراميه وغاياته .
الإعلام الناجح في رأي الجمهور هو الإعلام غير السلطوي المنفلت من قواعد وقوانين العرف العام , أي الذي لا يقيم لما هو مألوف أي اعتبار, محطات تبدو للجمهور ملك أصحابها , وهي ليست كذلك بكل تأكيد بل هي وأصحابها أدوات لممول كبير وقوي ويعرف ما يريد ,وهي أوكار غاية مموليها تشويه كل ما هو ملتزم ووطني وجمالي .
والإعلام الفاشل أو غير المرغوب فيه هو الذي مازال متمسكاً بخطه الوطني والقومي , والذي يرى أن العروبة وحدها هي الجامع المانع, وهي الملاذ الأخير للأمة لكي تجتمع ولا تتمزق وينتهي وجودها.
لا شك أن الإعلام صناعة وقرار بأن يكون جماهيرياً بمقدار ما هو وطني, ولدينا تجارب ناجحة في الإعلام صاحب الرسالة وهو بارع في وصوله إلى الجماهيرية .
بقي أن نتذكر أن الإعلام ليس معلقاً سياسياً أو محللا استراتيجيا لا علاقة له بالتحليل ولا بالاستراتجية , ولا هو بالخبر الذي لا يزيد معرفتك شيئاً, بل يجعلك على علاقة ودية مع الغموض وتتعايش معه كحقيقة واقعة , هو كل متكامل من الخبر إلى الصورة إلى التحليل والموقف إلى الثقة التي هي الأساس الذي يجب أن يحققه الإعلام ليكسب هويته ولكي لا يكون نشرة رسمية تقوم على نقل الأوامر والنواهي.
أما الذين يحملونه مسؤوليات كبيرة فلهم أن يقروا معنا أن الإعلام لا يرسم سياسات بل ينقذها.