في الوقت الذي تواصل فيه دمشق نسج الحاضر والمستقبل، بخيوط انتصاراتها وصمودها، تواصل على المقلب الآخر منظومة الإرهاب نسج هزائمها وإخفاقاتها بخيوط إرهابها وجرائمها وسياساتها التصعيدية على كل المستويات والجبهات.
فالدولة السورية التي تمضي من انتصار إلى انتصار، باتت صانعة لكل عناوين المشهد، ليس خلال المرحلة الحالية فحسب، بل خلال المراحل القادمة أيضاً، وهذا بكل بساطة لأنها باتت تمتلك مفاتيح الحل وزمام المبادرة في الميدان الذي تحكمه قواعد ومعادلات رسمها الشعب السوري بتضحياته وببطولاته، قواعد يستحيل تغييرها تحت أي ظرف من الظروف.
المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين الذي احتضنته دمشق للمرة الثانية بتنسيق مع الجانب الروسي، يشكل أحد الجوانب الهامة في مشهد الانتصارات السورية، على اعتبار يؤكد ويجسد قدرة الدولة السورية على صناعة واجتراح الحلول والإحاطة بكل ما من شأنه أن يوقف النزيف ويخفف الوجع عن أبنائها برغم كل الظروف الصعبة التي لا يزال يخلفها الحصار والعقوبات الأميركية والغربية.
المؤتمر يسلط الضوء مجدداً على معاناة المهجرين واللاجئين السوريين، ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته للمساعدة والمساهمة بإعادتهم إلى وطنهم بعد أن أمنت لهم الدولة السورية ومن منطلق المسؤولية الوطنية والإنسانية والأخلاقية كل شروط وركائز العودة الآمنة والمستقرة إلى مدنهم وقراهم وبيوتهم، في وقت لا تزال فيه قوى الاحتلال والإرهاب تعرقل كل الجهود والحلول الخاصة بعودتهم إلى وطنهم، ليس هذا فحسب، بل ذهبت أكثر من ذلك عندما راحت تتاجر بمعاناتهم ومآسيهم وتستثمرها من أجل أهداف ومصالح وأجندات سياسية واقتصادية وغير أخلاقية وغير إنسانية، بغية ابتزاز الدولة السورية والضغط عليها لانتزاع مكاسب ومطالب لم تستطع أن تحققها بقوة السلاح في الميدان.
دمشق ماضية بنسج انتصاراتها بخيوط صمودها وبطولات وتضحيات أبنائها، في مشهد متكامل يحقق لجميع السوريين الكرامة والرفعة كامتداد لماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم.
نبض الحدث – فؤاد الوادي