للفوز الذي حققه منتخبنا على تونس في كأس العرب وقع المفاجأة التي طالما انتظرها جمهورنا الكروي، بعد سلسلسة طويلة من الانتكاسات والخسارات المتلاحقة، ويحمل في الوقت ذاته الكثير من المعاني والدلالات التي يمكن أن يشطح بها الخيال..لكنها لا تجعلنا نغفل عن الحقيقة التي نحاول تناسيها، أو البحث عن رداء يواري عوراتها.
الفوز مدعاة للفرح، مجلبة للراحة من عناء سفر طويل في دروب الإخفاقات، بيد أننا معنيون أن يكون الفوز نقطة تحول ومنعطفاً يؤدي إلى بداية طريق النهوض والارتقاء، ووضع اليد على الجرح وتشخيص الداء المزمن، والانطلاق نحو اجتراح الحلول والولوج إلى مرحلة الاستشفاء، وهذا الأمر يتطلب أن نتبعه بالنتائج الإيجابية والأداء المقنع، في المباريات القادمة، في البطولة نفسها، وفي تصفيات كأس العالم أيضاً، بعيداً عن الرؤية التي وضعت الفوز في قالب العصا السحرية التي يمتلكها المدرب الروماني الجديد، وغياب المحترفين، والروح القتالية التي يتحلى بها لاعبونا المحليون، فهذه الأشياء، وإن كانت أسباباً مباشرة، لا يمكن البناء عليها، أو اعتبارها كافية وحدها.
أجمل مافي مشهد الانتصار الكروي أن كرتنا مازالت حية، وتستطيع أن ترمم ذاتها، وتعدل مسارها وتصوب توجهها، وتحوي الكثير من الكفاءات والموارد البشرية الموهوبة.. وأسوأ مافيه أن نجعله منصة لتقاذف الاتهامات بالتقصير وسوء الإدارة، سواء باتجاه الاتحادات والأجهزة الفنية السابقة، أو نحو اللاعبين المحترفين في الخارج.
مابين السطور – مازن أبوشملة