رغم ضجيج التبجح الأميركي بمحاربة الإرهاب والتشدق الدائم بهزيمة تنظيم داعش في العراق وسورية، ما يزال هذا التنظيم الإرهابي المأجور الذي هزمه الجيش العربي السوري وشقيقه العراقي وحلفاؤهما في السنوات الماضية يطل بين الحين والآخر ليرتكب جرائمه الدنيئة بطريقة الغدر والكمائن مستفيداً من الظروف الجوية أو الطبيعية، كما جرى بالأمس شرقي المحطة الثالثة في البادية السورية، حيث تم استهداف حافلة نقل عسكرية بوضع غير قتالي بهجوم صاروخي جبان، ما أدى لارتقاء عدد من الشهداء والجرحى.
هذا الهجوم الإرهابي الجديد ليس ببعيد عن قوات الاحتلال الأميركية المرابطة على حدود البادية السورية، وذلك لجهة الأسلحة التي يستخدمها هؤلاء الإرهابيون أو لجهة المناطق التي ينطلقون منها لتنفيذ هجماتهم، فما زالت هذه القوات موجودة في منطقة الجزيرة وفي منطقة التنف الحدودية، وهو ما يمنح فلول التنظيم المهزومة مساحات جغرافية واسعة للحركة بين المنطقتين بهامش مناورة كبير من أجل العودة لممارسة إرهابه والعمل كقطاع طرق ومن ثم الاختباء تحت أجنحة الحماية الأميركية.
تكرار الهجمات الداعشية بأسلوب قطاع الطرق يكشف نية أميركية للبقاء لفترة أطول في سورية، فالقوات الأميركية المحتلة التي تذرعت بمحاربة التنظيم مشغولة بنهب الثروات النفطية السورية والقيام بكل ما من شأنه تأخير وعرقلة حل الأزمة في سورية، وهي بأمس الحاجة لإشغال الجيش العربي السوري وحلفائه عن تحرير الأرض، أو تقديم الدعم المناسب للفعاليات الشعبية التي تتحمس وتتأهب لمقاومة المحتل وطرده من مدنها وقراها وحقولها، الأمر الذي يفسر احتفاظ واشنطن بالورقة الداعشية كورقة ضاغطة في الميدان وتنشيطها حين اللزوم، وعدم حسم مسألة المعتقلات الداعشية التي بحوزتها سواء في الجزيرة السورية أم في منطقة التنف، ما يؤكد أن الإرهاب كان وما يزال رهان واشنطن لتمرير أجنداتها العدوانية وتحقيق طموحاتها الاستعمارية في سورية.
البقعة الساخنة – عبد الحليم سعود