كيف للمرء أن يسعد نفسه على حساب الآخرين، وكيف للفرح أن يزين حضوره في لحظات الطيش واللامبالاة حين اصطناع أدوات التعبير عن السرور والسعادة؟.
شقاء إنساني وجهل كبير حين تكون مراسم الفرح في نهاية كل عام وداعاً للفائت واستقبالاً للقادم عشوائية وغير حضارية في إطلاق الرصاص والعيارات النارية المختلفة من ناحية تأثير مساحة الصوت والضجة، لطالما بهجة الأطفال ووجع المرضى وسكينة المسنين تخطفها رعونة سلوك لا مسؤول وخوف من معركة ليلية يختلط فيها الحابل بالنابل وتتبعثر فيها خطة السهرة مع انقطاع الكهرباء.
وهذا الانقطاع والتقنين من المفترض أن يكون كما اعتقدنا قد حدَّ من مظاهر إطلاق النار في الكثير من الأحياء والمدن في الجغرافية السورية، لكن العكس هو الذي ساد.
فما ذنب من أصيب بالعيارات الطائشة وغادر الحياة تاركاً وراءه حزناً ومأتماً يحتاج دهراً في علاج النسيان.
لماذا لا يصغي البعض إلى حكمة العقل وضمير القانون الذي حذرت مواده مراراً وتكراراً من العقوبة المستحقة لمن يخالف التعليمات؟.
الفرح يحتاج الوعي والقدرة على صناعته، والسوريون هم الأقدر على فلسفة هذه الطقوس واستحضارها في كل الظروف وليس في رأس السنة فقط .
فقد عانى المجتمع السوري ما عاناه من حرب ضروس يصعب وصف تداعياتها المؤلمة على جميع المستويات، من فقدان الأبناء والأحبة، إلى التشريد والتهجير ومغادرة المنازل والديار الآمنة إلى مسلسل الحصار والضيق الاقتصادي والوجع الاجتماعي..
باختصار يبقى الفرح شأناً شخصياً شرط ألّا يسيء إلى المظهر العام وحياة الآخرين.
في ميزان العرف والأصول. لكن ما نشاهده كل عام خارج عن كل مزاج الفرح المتزن.
عين المجتمع – غصون سليمان