ذهبت توقعات الجفاف مع اكتساء جبال سورية بالأبيض ..ودحض الثلج هذه المقولة.. وكم كان وقعها ثقيلاً على الآذان وخاصة أن بلدنا زراعي والزراعة اليوم محط أنظار ويعتمد عليها عدد كبير من الناس.
لا أدري من صاحب هذه التكهنات ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.. لكن بتنا نعلم أن هناك متغيرات يمكن أن تغير وتبدد كثيراً من التصورات وتذهب بها إلى أدراج الرياح .
وفي المقابل لا نستطيع أن نتغافل عن التحذيرات العالمية حول التغير المناخي وأثره على البيئة وقطاع الزراعة الأكثر تماساً مع المناخ.. وثمة مؤشرات فعلاً تشي بضرورة أخذ الحذر وخاصة لجهة مايتعلق بالمحاصيل الاستراتيجية.
ومن هذه النقطة نعود لنذكر باتخاذ الإجراءات المناسبة للتصدي سواءً لأشكال الهدر المائي المتنوعة أم إيجاد حلول لنقص المياه في مناطق الزراعات الواسعة وتغطية حاجتها عن طريق التدابير الوقائية من جهة و تدابير الري الحديث والري بالتنقيط من جهة أخرى.. والأهم اعتماد سياسة ناجحة في القطاع المائي وعدم انتظار المشكلة حتى تقع كما كل عام وكل خطة، وهذا ما حدث مثلاً في محصول القمح وما بررته الجهات المعنية من شح للمياه وكذلك بالنسبة لباقي المزروعات، والغريب أن نرى نقصاً في ري المزروعات في مناطق كلها ينابيع.
المياه أول صمام أمان يمكن أن يؤثر على مختلف مرافق الحياة ونقصها كزيادتها يطرح الاحتمالات في التسبب بكوارث، ناهيك عن استخدامها كحرب من نوع جديد وهذا ما استخدمه الاحتلال التركي مع المناطق الشرقية.. فهل نشهد هذا العام إدارة أكثر وعياً في الاستفادة من الموارد المائية والحفاظ على مصادرها من التلوث والتدهور وكل أشكال الاستهداف.
الكنز -رولا عيسى