كذب بايدن عندما حاول الإيهام منذ تسلمه سدة الرئاسة الأميركية أن الملف السوري الذي جرى تسخينه على نار الأطماع الأميركية ورغبة الشيطان الاسرائيلي، ليس أولوية لإدارته وإن ما يهمه في سورية هو استكمال “فانتازيا” محاربة طواحين دواعش واشنطن وضمان سلامة عملائها الانفصاليين، وان ما يؤرقه فقط إيصال المساعدات الإنسانية لتنظيمات تمد لها أميركا شرايين بقاء إرهابها، أما الشعب السوري القابض على جمرات ثوابته الوطنية والقومية فله (قيصر) حصار لقمته وسبل معيشته ونهب مقدراته وثرواته ووضع العصي في عجلة نهوض وتعافي بلاده.
رغم كل المخاتلات الأميركية والجلبة الدعائية المقيتة يدرك بايدن ومن سبقوه أن التصدي للمخططات التخريبية في المنطقة نقطة ارتكازها سورية، ومفاتيح الثبات المقاوم بوابتها دمشق، وإلا لمَ كل هذا الضغط السياسي والغلو بالإرهاب العسكري والاقتصادي ، ومحاولة قطع الأوصال العربية والتلاحم مع قلب العروبة، ولم هذا الحصار الموغل بإجرامه؟؟
كل حلقات الإرهاب الأميركي وسلسلتها طويلة للحصول على تنازلات سياسية وفتح باب المساومات على الحقوق المشروعة بعد أن استعصى على كل من سبقوا بايدن تطويع دمشق ومصادرة استقلالية قرارها وسيادته وتطويعه بما يتوافق مع الأجندات الأميركية ويرضي “إسرائيل”.
إلا أن عمق الرؤية السياسية السورية وصوابية الاستراتيجية ومتانة التحالفات التي عقدتها دمشق هي من قطع ويقطع الطريق على واشنطن لفتح ثغرة في جدار الثبات السوري.
فمن القرم إلى الصين، ومن إيران الى العراق فاليمن مدت سورية جسورها فكانت واسطة طريق الحرير وحزامه، وقلب معادلة القوة في المنطقة التي عجزت سكاكين الإرهاب الأميركي عن النيل من شرايينها ونسف جسور تلاقي دولها على ضفاف الحقوق المشروعة ضد الصلف والتسلط الأميركي.
صاغت دمشق أبجدية انتصاراتها ورسمت خرائط منعتها ووثقت عرى ترابطها مع محور له ثقله العالمي ووزنه الجيو استراتيجي في معادلات القوة الدولية وإزاحة القطبية الأحادية الوحشية.
سورية بمواقفها وبشموخها وبموقعها الاستراتيجي المهم في سمت الاستهداف الأميركي، وهاجس منعتها ومتانة تحالفاتها يؤرق واشنطن، فكفى أميركا كذباً وتعتيماً، فالأمور جلية حتى لأولئك الذين في عيونهم رمد أميركي.
حدث وتعليق-لميس عودة