في الوقت الذي تتواصل فيه اجتماعات (الضمانات الأمنية) الروسية بين موسكو من جهة، وواشنطن والغرب من جهة ثانية، تمضي الولايات المتحدة وحلفائها بسياسات التفجير التي من شأنها أن تدفع بالعالم إلى حافة الهاوية.
فأن تعلن الإدارة الأميركية تخصيص مساعدات عسكرية إضافية بقيمة 200 مليون دولار إلى أوكرانيا وأن تقوم قبلها بريطانيا بإرسال دفعات جديدة من الأسلحة إلى كييف، وذلك بالتوازي مع تلك الاجتماعات، وقبيل لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن غداً الجمعة، فهذا يعني أن هناك قراراً أميركياً بإجهاض تلك المباحثات سلفاً، والتي هي مبادرة روسية تهدف بالأصل إلى نزع فتيل الصواعق التي لا تزال تزرعها أميركا وحلفائها في المنطقة والعالم.
الولايات المتحدة ومعها الغرب الاستعماري، يبدون في أمس الحاجة اليوم إلى من يخرجهم من عمق المستنقع، وخاصة بعد سلسلة الهزائم والاخفاقات التي منيت بها في سورية والمنطقة والعالم، لذلك يبدو من السذاجة والحماقة أن تدير واشنطن وحلفائها ظهورهم لكل المبادرات و المقاربات العقلانية والمنطقية التي تهدف إلى إطفاء الحرائق ووقف تدحرج العالم نحو الهاوية.
المشهد لم يعد مسكوناً في تفاصيل السياسات الأميركية، بل بات يعشعش في العناوين الكبرى لاستراتيجيات الولايات المتحدة التي لا تزال تُصر على رسم سياساتها بمنطق الغطرسة والعنجهية والأحادية القطبية، في وقت كان الأجدر بها، فهم حقيقة أن المعادلات والقواعد الدولية قد تغيرت، وأن منطقها هذا لم يعد صالحاً لإدارة وحل القضايا والأزمات والمشاكل التي تفتعلها لإثارة الفوضى والنزاعات بغية التحكم بالعالم والحفاظ على هيمنتها وغطرستها.
نبض الحدث – بقلم فؤاد الوادي