(عندما يجتمع شباب العالم..)

من كل أرجاء العالم، ومن مختلف القارات جاؤوا ليجتمعوا في مكان واحد هو منتدى عالمي للشباب، عقدت النسخة الرابعة منه مؤخراً في مصر كواحدة من أهم التجمعات لشباب العالم أجمع، وفي فرصة للقاء، وتنوع الأفكار، وتبادل الخبرات، ومساحة من الحوار الحر يطرحون فيه مشكلاتهم المعاصرة، ويعبّرون من خلاله عن آرائهم، ويستعرضون بآنٍ معاً إنجازاتهم في مختلف المجالات. وهم بما لديهم من حيوية، وجرأة، ومن طاقة إيجابية، واندماج مع التقنيات الحديثة قد يدفعون بأفضل الحلول جدوى.

تتعدد محاور النقاش، وملفاتها التي تعقد الندوات لأجلها بتعدد عناوينها، وتنوعها.. وتتباين وجهات النظر، أو تتفق، إلا أنها جميعاُ تنبثق مما هو مشترك، لتلتقي في عند هدف واحد.. وكأن هذا المشترك في الرؤى، والطموحات لا يفرّق بين شرق، وغرب، كما تتعدد الفعاليات الثقافية، والفنية في المنتدى كالعروض المسرحية، والغنائية، والرسم التشكيلي، وغيرها، باعتبارها منصة واسعة لعرض ثقافات الشعوب بخصوصية كل واحدة منها.

ومن المثير للاهتمام أن من أهم الملفات التي اتفق عليها شباب العالم كان التحول الرقمي، والتكنولوجي، وخاصة أن تداعيات الجائحة التي ألمت بالعالم أجمع، ووضعته في ظروف طارئة جعلته يتحول وبقوة للاعتماد على التكنولوجيا الحديثة، والرقمية في تواصل البشر مع بعضهم بعضاً على مستوى الوظائف، والتعليم، وحتى الفعاليات المختلفة، والمؤتمرات، وغيرها، وابتُدعت لأجلها برامج، ومنصات خاصة، والمنتدى لم يكن بمنأى عن هذه المنصات، والبرامج الرقمية للمشاركة عن بعد في جلساته، وأنشطته، ولعدد لا يستهان به من المشاركين.

أما القضايا العالمية التي شغلت حيزاً من الحوارات، والمناقشات فتركزت على قضيتين هما: أزمة المناخ العالمي، والتوجه نحو التنمية المستدامة، قضيتان على درجة من الأهمية بحيث لا يمكن إغفالهما، وإحداهما ترتبط بالأخرى، والشباب يطالب الحكومات بالتوجه نحو الطاقة النظيفة، وتحقيق برامجها على المدى القصير قبل الطويل.. كما النهوض بالمشاريع الصغيرة، والمتوسطة، وحتى متناهية الصغر منها لما لها من أهمية في إنجاح الاقتصاد العام، وإنعاشه، ولما لها من تأثير على نمو المجتمعات من خلالها، إذ ليست المشاريع الكبرى بالضرورة هي فقط القادرة على رفع درجة النمو الاقتصادي، أما تأهيل الأفراد لإنشاء، وإنتاج مشاريعهم الخاصة فذلك له مساره، وأهميته في مجال تحقيق المشاريع الصغيرة التي تلبي حاجات المجتمع، بشرط أن تقام من قبل المؤهلين لها، وفي خلق حالة التنافسية التي تعود بالمردود الإيجابي على كل المستويات.

إن مثل هذه الملتقيات، والمنتديات تعتبر فرصاً ثمينة لنشر الوعي بين الشباب من خلال تبادل الأفكار ووضعها قيد الدرس والنقاش، وهذا ما يقود بدوره إلى الاستثمار الأمثل في الإمكانيات سواء الفردية منها أم الجماعية كفرقاء للعمل، كما أنها فرصة كبيرة لاكتشاف المواهب، وتوجيهها في مجالاتها، ومن ثم استقطابها لتوظفها في مسارات تخدم مستقبل المجتمعات، وتنميتها.

لقد حقق الذكاء الصناعي، والرقمنة في العقود الأخيرة، عوائد مجزية على صعيد التنمية، والاقتصاد معاً، لكن الأهم هو أن يأتي هذا بما هو الجديد الذي يلبي احتياجات مجتمع بعينه، أما وقد ساهمت الرقمنة في تلاشي بعض الوظائف من سوق العمل، فإن وظائف جديدة انبثقت من خلالها في السوق ذاته بما يوحي أن فرص العمل تظل متوافرة على الدوام، ولكن بشروط، ومواصفات مختلفة للعاملين في مجالها، ولاشك أن تغيير المهن ليس بالأمر السهل، أو المتوافر على الدوام، أو أن الناس يتقبلونه، ويقدمون عليه بسهولة، إلا أنها متطلبات العصر التي أوجدت توازنات جديدة، وفرصاً أكثر جِدة.

وبعد أن وجد العالم نفسه في أزمة مستجدة ألا وهي مسألة الرعاية الصحية بعد أن انكشف الغطاء عن هشاشة الأنظمة الصحية في أغلب دول العالم، ولا تستثنى منها الدول الكبرى، فإن لهذا الأزمة أيضاً في ضرورة معالجتها حيزاً أصبح يستقطب إليه أغلب المؤتمرات، والمنتديات ذلك لأنها دفعت بوتيرة متسارعة نحو الرقمنة، وهذا مما لم يكن غائباً بالتالي عن منتدى شباب العالم.

موضوعات مثيرة للجدل، وأزمات تبحث عن حلول لم تعد تقتصر على قارة واحدة، أو مجتمع واحد بل هي سلسلة مترابطة الأجزاء طالت كل مكان.. والنقاش حولها بهدف الوصول إلى حلول ناجعة، مجدية تدخل إلى حيز التطبيق العملي أصبح ضرورياً سواء على مستوى الشباب الذي يمثل مستقبل البلاد، أم على مستوى الحكومات، وصنّاع القرار الذين لا يوفرون جهداً للنهوض بمجتمعاتهم بعد جوائح بيئية عصفت، وأخرى اقتصادية لم توفر أحداً.

(إضاءات)-لينــــا كيـــــــــــــــلاني

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة