هي آخر خيارات بايدن في سورية.. الجلوس إلى الطاولات السياسية بحزام ناسف.. هكذا تقرر أميركا عادة الحضور، وهكذا تترك آثارها بالرحيل.. احتلال سورية تحت ظلال سيف (الخلافة) والخروج من المنطقة بإعادة “داعش” إلى المشهد في سورية والعراق، وفي توقيت الجلوس الأميركي على محك الانسحاب!!.
بالأمس تضاربت الأرقام في الصحف حول أعداد الإرهابيين في سجون “قسد” المفتوحة بالوكالة الأميركية في الحسكة.. الآلاف من الدواعش تكاثروا وأنتجوا متحورات عن التنظيم الإرهابي.. ثمة مسؤول أميركي تحدث عن الجيل الجديد لداعش، ووصفه بالجيل الفتي!! ربما وصفت الأمة العربية يوماً بأنها أمة فتية ولكن ليس بالإرهاب.. أميركا تحاول تحويرنا.. زرع بذور التطرف وتحويله إلى جينات في المنطقة.. الأكثر إساءة أن تتحدث صحيفة فورين أفيرز عن حظيرة عربية وليس جامعة عربية.
أميركا تريدنا مساحات من الاقتتال والدماء.. ومجمع السجون في الحسكة.. وما قبله وما سيليه شاهد.
أكثر من أربعين ألف إرهابي على ذمة الصحف الأجنبية، والأرقام لا تعكس جزءاً من الحقيقة، كل هؤلاء جاؤوا ليفخخوا المشهد ويفجروه في سورية.. لم يبحث الغرب في كيفية هروبهم إلينا، ولم ترصد كثافتهم استخباراتها الأكثر لفتاً، إنها لا تريد عودتهم، بل إعادة تدويرها لهم!!.
أميركا وفي مواجهة التساؤلات عن جدوى وجودها في سورية وفي توقيت الانفتاح العربي على سورية فجرت مشهد السجن في الحسكة، وأعلنت عودة داعش في سورية والعراق .. أزّمت الأوضاع في أوكرانيا.. فاللعبة الآن لمحاصرة روسيا وتحديد النظام العالمي الجديد.
يقول البعض: إن الغيوم تلبدت كثيراً بين واشنطن وموسكو، وإن الحرب ربما تكون وشيكة.. لن يخوض بايدن حرباً تزيد انزلاق شعبيته… وتشتّتت جبهاته العالمية بين روسيا والصين.. لذلك فخخت واشنطن نفسها بداعش مجدداً، وراح بايدن يمضغ الوقت، فأسنانه لا تقوى على لعبة عضّ الأصابع.
البقعة الساخنة- عزة شتيوي