الثورة – آناعزيز الخضر:
يتسابق الشباب السوريون لإثبات حبهم للثقافة، وأنهم طاقات قادرة على العطاء والخلق في جميع المجاﻻت… “مهرجان هوى بردى يجمعنا” صورة ناصعة عن السباق في مجال الإبداع، وهو ما أكدته المسؤولة عن المهرجان، الأستاذه “ميادة نصر الله” التي تحدثت قائلة عنه:
“هو عبارة عن فكرة شاب سوري مغترب، محب لوطنه وينتمي لإحدى قرى وادي بردى، وهي قرية “بسيمة” التي عانت ما عانته من وحشية وظلام الإرهاب، الذي تعرض له بشكلٍ عام، وطننا الحبيب سورية.. الشاب هو “مؤيد دالاتي” وقد عمل على إقامة هذا المهرجان مع مجموعة من الشباب والشابات، الحريصين على تعزيز ثقافة التسامح والتعاون بين الجميع، وهم من عدة مناطق من قرى هذا الوادي الجميل، الذي أخذ تسميته من نهر بردى الذي ينساب مختالاً، ينثر النقاء والجمال على ضفتيه إلى أن يصل إلى مدينة الحب والياسمين دمشق.
لقد قام هؤلاء الشباب، الذين ينتمون لشرائح متنوعة من شرائح المجتمع كافة “صيادلة ومعلمين وموظفين ومغتربين وطلاب جامعيين” بإنشاء مجموعة على إحدى مواقع التواصل الاجتماعي، أسموها “هوى بردى يجمعنا” هدفها تسليط الضوء على هذه المنطقة السياحية الهامة في وطننا، من حيث المكانة الأثرية والجمالية والسياحية، بالإضافة إلى التركيز على طيبة أهلها ومحبتهم الكبيرة لبعضهم ووعيهم، والدور الكبير الذي قاموا به لمكافحة الإرهاب والحقد الأسود الذي حاول الإرهابيون زرعه بين أهل هذه القرى، وجاء هذا المهرجان الموجه لشباب هذه المنطقة، وهو عبارة عن مسابقة لإبراز المواهب التي يتميز بها شباب هذا الجزء من وطننا الحبيب، وتتضمن الغناء والعزف والرسم والتمثيل والكتابة والشعر بجميع أنواعه، والتلاوة والإنشاد الديني والرياضة.
تتم المسابقة على عدة مراحل، تعلن عنها لجنة تحكيم تم اختيارها من أهم الأساتذة الأكاديميين والمختصين بهذه المجالات، ومن أبرزهم: الأستاذ “وائل ناجي”.. الممثل والمخرج المعروف “مالك قرقوط”.. الممثلة والكاتبة المسرحية المتألقة والفنانة الموهوبة “لارا صافية”، وطبعاً هناك جوائز نقدية ومعنوية، ولقب نجم بردى الذي سيكون من نصيب الأجدر..
تتم هذه المسابقة بجوٍّ من الفرح والتنافس النزيه، والإصرار على استعادة الصورة الحقيقية لشبابنا الواعي، المثقف، الخلاق. شباب وادي بردى والشباب السوري بشكلٍ عام، فنحن نملك الكثير من طاقات الشباب التي تأثرت وللأسف، بغبار الحرب التي تراكمت حتى فوق أحلامهم.
الهدف الأول والأخير لهذا المهرجان، مسح هذا الغبار ومساعدة الشباب وتوجيه ميولهم ومواهبهم، لاستثمارها بعمل يعود عليهم وعلى وطنهم بالفائدة، وللإثبات مجدداً بأن منطقة وادي بردى ستبقى مقصداً للسياح، للتمتع بجمالها الخلاب وبعذوبة مائها وصفاء هوائها، والمفاجأة الكبرى كانت، أن المشاركات لم تقتصر فقط على أبناء هذه المنطقة، بل وصلت من أماكن مختلفة من وطننا الغالي، وهذا دليل واضح على أن سورية ستبقى، بلد الإبداع والسلام والفن والجمال والثقافة والإنسانية، ومهد الحضارات وأيقونة الحب.. ستبقى كذلك، بمساعدة جميع أبناء هذا الوطن، وكلّ من موقعه… وسيبقى أيضاً ودائماً، الأمل بالعمل.