الكتاب بوابة المعرفة وروح الحياة ونبضها، وصناعة المعرفة ليست وليدة ساعة وأيام بل هي تراكم ثقافات وحضارات.. ومن هو أجدر من السوريين الذين قدموا للعالم أول أبجدية لغوية وأول نوتة موسيقية.
صناعة الكتاب في سورية لم تتوقف تاليفاً ونشراً ومشاركة في المعارض، وهذا ما تدل عليه المشاركة الواسعة والحاضرة في معارض الكتاب العربي.. وآخرها معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 53 حيث شاركت 70 دار نشر سورية تحمل معها كل ما هو جديد ومغن للقارئ المصري والعربي، وتحمل عناوين في كلّ المجالات العلمية والثقافية والسياسية والتاريخية والدينية.
لاشكّ أنّ هذه المشاركة مهمة ويستحق الوقوف عندها فهي تعزز الثقة لدى الكتّاب والمثقفين والناشرين للمتابعة والاستمرار، لاسيما وأن سورية تعرضت لحرب عدوانية ظالمة لمدة عشر سنوات ونيف، ومع ذلك استمرت المؤسسات الثقافية بدعم الكتاب ودور النشر.
اللافت في المعرض هو جناح الأطفال المليء بالورشات المخصصة للطفل والندوات المرافقة له، وهذا بلا شك جانب إيجابي وقد سعت إليه وزارة الثقافة والمؤسسات المعنية، وهو دعم الطفل من خلال الكتب والمجلات التي تنمي فكره وتزيده علماً وثقافة.
هذه المشاركة وغيرها من المشاركات من المفترض أن يتمّ تشجيعها ودعمها وتفعيلها..لأن الإنسان المتمكن بالمعرفة والمطلع على تجارب الآخرين وإنتاجهم الفكري هو من يشكل جوهر التنمية والنهضة الحضارية.
سورية حملت الثقافة على أكتافها.. فتبنت صناعة المعرفة، حاربت من أجل الكلمة.. وفتحت أبواب الحوار بين مختلف الثقافات، قدمت الفرصة لالتقاء الحضارات لتتوج رحلة الثقافة الطويلة.
صناعة النشر تحتاج المزيد من الدعم للارتقاء بها، فثمة دور نشر وعلى الرغم من قساوة الأيام وصعوبتها لا تزال تصارع للبقاء وهذا بلاشك يتطلب استعدادت جيدة وتمثلاً حقيقياً للحالة المتبناة، فأمر الاهتمام بهذا الجانب ملح و مسؤوليتنا جميعاً وبالأخص من لهم علاقة بأي جانب من جوانب الثقافة.
رؤية- عمار النعمة