لا ينفصل يوم الأرض المجيد عن القيمة النضالية التي يجسدها الفلسطينيون، وأهلنا في الجولان المحتل خلال مسيرة كفاحهما المشترك ضد العدو الصهيوني الغاصب، واليوم يجدد الفلسطينيون تمسكهم بأرض آبائهم وأجدادهم، وهم أكثر إيماناً وتصميماً على تحرير أرضهم، واستعادة حقوقهم، كذلك هم أهلنا في الجولان المحتل يتشبثون بأرضهم وهويتهم الوطنية، وهم واثقون بقرب زوال الاحتلال.
الذكرى السادسة والأربعون ليوم الأرض، تأتي اليوم في ظل استمرار الحرب الإرهابية التي تقودها الولايات المتحدة بهدف تفتيت المنطقة عبر البوابة السورية، والفلسطينية في آن، حيث يستغل العدو الصهيوني الأحداث الراهنة بالتواطؤ مع إدارة بايدن لتكريس احتلاله للأرض، سواء في الجولان أو في فلسطين التاريخية، إذ تتصاعد جرائم الاحتلال وعنصريته، وترتفع حمى مصادرة الأراضي وتوسيع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فضلاً عن المحاولات المستمرة لفرض واقع جديد فيما يخص أوضاع المقدسات في القدس المحتلة في إطار المخطط التهويدي المتواصل، والذي لم يستثنِ الجولان المحتل بدءاً من تصعيد السياسة الإسرائيلية المعلنة لتكريس احتلالها وانتزاع الاعتراف بقرارها غير الشرعي بضم الجولان السوري المحتل كأمر واقع انتهاكاً لقرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981، وصولاً إلى تصاعد المحاولات الإسرائيلية لفرض قوانينها وولايتها على أهالي الجولان المحتل على التوازي مع تصاعد حملات الاستيطان عبر الاستمرار ببناء وتوسيع المستوطنات ومصادرة الأراضي الزراعية الخصبة ومصادر المياه في أنحاء الجولان السوري المحتل.
الذاكرة الفلسطينية حافلة بسجل كيان الاحتلال الإسرائيلي الأسود لجهة الاعتداءات والمجازر الوحشية التي ارتكبها بحق الفلسطينيين، والتي يستحيل على الذاكرة الفلسطينية أو العربية نسيانها أو تجاهلها، بدءاً من مجازر دير ياسين والقدس وحيفا وقبية وحتى مجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف وقانا ومخيم جنين وصولاً إلى الانتهاكات اليومية ضد المقدسات والأماكن الدينية في القدس وخاصة المسجد الأقصى الذي يتعرض يومياً للاقتحامات الاستفزازية المستمرة من قبل المستوطنين والحاخامات المتطرفين وجنود وشرطة الاحتلال.
رغم كل الممارسات الصهيونية بحق الفلسطينيين وأهلنا في الجولان المحتل، سيبقى الفلسطينيون متمسكين بحقوقهم التاريخية، كما أهلنا الصامدين في الجولان المحتل، حيث لا يزالون متمسكين بانتمائهم لوطنهم الأم وبهويتهم العربية السورية في مواجهة الانتهاكات الجسيمة والممنهجة لكافة حقوقهم الأساسية على يد سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وسيبقى الفلسطينيون وأبناء الجولان المحتل متمسكين بخيارهم المقاوم، حتى تحرير الأرض واسترجاع كامل الحقوق المغتصبة.
البقعة الساخنة- ناصر منذر