ارتفاع الأسعار بشكل اعتباطي وغير مبرر مع موسم شهر رمضان المبارك ترك علامات استفهام كثيرة لدى المواطن الذي استسلم للأمر الواقع ورفع الراية البيضاء، معلناً انهزامه المعتاد أمام طمع تجار الأزمات وإجراءات التجارة الداخلية التي بدورها أعلنت إفلاسها وعجزها عن حماية المستهلك.
أسعار الخضار وصلت إلى مستوى غير مسبوق ارتفاعاً.. وكذلك أسعار المواد التموينية الأساسية، ما جعل المواطن يلجأ إلى تغيير عاداته الاستهلاكية واتباع سلوك الشراء ” بالحبة”..!!
نعم ” حبة البندورة بألف ليرة سورية وكذلك الأمر بالنسبة للبطاطا.. والأسواق باتت ” للفرجة” فقط وسط دهشة المواطن من أسعار كهذه!
بالمقابل تشهد الأسواق جموداً بسبب العجز الكامل من المواطن عن الشراء واكتفائه ” بالفرجة ” الممزوجة بالغصة والدهشة التي تلفح الوجوه.
ماذا يأكل المواطن؟ .. وكيف عساه أن يكمل نهاره المهموم في ظل تراكم متطلبات عائلته.
حتى البرغل تسيد وتجبر .. وهو أكلة الفقراء والذي كان في زمان ما صمام أمان البيوت الغذائي.
المواطن يلف حول نفسه من دون أن يجد من يسعفه في ظل غياب إجراءات حكومية رادعة.. وتزايد طمع التجار الذين وصلوا إلى درجة عالية من انعدام المسؤولية وإصرارهم على الظلم المبرمج والهادف إلى زعزعة الثقة المتهالكة والتي تتوسع فجوتها أفقياً وعمودياً ..
الذي ندركه أن الوضع وصل إلى مرحلة الخطر المحدق الذي أنهك المواطن بلقمة عيشه ولا بد من إجراء ما … أو يقظة على مستوى الضمير والفكر ..
و هذا ما نحتاجه حالياً ..
تبقى فكرة الأسواق الشعبية الناقصة التي استغلها التجار وتحولت إلى سوق موازية تماماً بأسعارها مع المحلات وهي التي أعفيت من الضرائب والرسوم مقابل تأمين المواد من المنتج إلى المستهلك مباشرة..
و هذا يعود إلى ” غفوة ” مجالس المدن ومديريات التموين الغائبة كلياً عن أداء دورها في هذه الأسواق المستباحة.
على الملأ – شعبان أحمد