للعيد نكهته الخاصة، بعد انتظار وتحضيرات لمستلزماته بأشكال كافة، وترقب لفرح يغمر القلوب وضحكات الأطفال تعلو هنا وهناك لتعكس مشهداً متناغماً جميلاً تتجسد فيه حالات عدة، ولكل حالة معنى وشكل وغاية كدلالة من دلالات العيد بمعانيه وطقوسه التي اعتاد عليها الكثيرون بعد إتمام شهر رمضان المبارك بكل طقوسه، وترجمة معانيه كشهر للخير والتسامح ومساعدة الآخرين ومد يد العون والمساعدة للمحتاجين والفقراء.
وكما كل عيد تتعدد مشاهد وصور الاحتفاء بنكهة أخرى في سورية، ولاسيما بعد سنوات من حرب كونية وأزمة خانقة، ودمار وإرهاب سبب الخراب والخسائر، وكان هناك كثير من الشهداء ممن ضحوا بأرواحهم لتظل سورية قوية في وجه كل عدوان وإرهاب.
ورغم كل الظروف الصعبة والأوضاع الاقتصادية والمعيشية التي تسبب كثيراً من المعاناة لتأمين متطلبات العيش اليومي، ورغم كل الجراح والألم عند كثيرين ممن فقدوا أحباء لهم أو نالهم من الحرب الويلات، يصر السوريون على الفرح في العيد، واستمرار عزيمتهم وإرادتهم القوية لمواجهة كل الظروف والتحديات، وهم الذين كانوا دائما الأقوى في وجه كل حصار وعدوان.
ففي هذا العيد وفي كل عيد هي الآمال والأمنيات الكبيرة يطلقها السوريون حتى مع كل مايعتصر النفوس من ألم، إن يكون القادم أجمل وأفضل، وتتجدد إرادة الحياة والثقة العالية بالقدرة على تجاوز أصعب الظروف والحصار قدر الإمكان، فهناك كتير مما يمكن العمل عليه في مختلف مجالات العمل والإنتاج مع تكاتف جميع الجهود من قبل كل الجهات.
وستظل مناسبات الأعياد وكل المناسبات فرص لمزيد من العزم والتصميم لمتابعة مشوار الحياة لشعب أثبت قدرته وصموده على الدوام، ولم تحبطه أي محاولات للنيل من عزيمته ومسؤوليته في إنجاز مايترتب عليه من واجبات وعمل في كل قطاع.
فكل عام والسوريون الصابرون الصامدون بخير، ولجيش عربي سوري باسل سجل أروع ملاحم البطولة والنصر وبهمة قائد عظيم تحية الإجلال والفخار، والرحمة لكل الشهداء الذين جعلوا لطعم العيد والفرح نكهة أخرى، وليستمر العيد فرحاً على وجوه كل الأطفال، وفي كل حقل ومعمل ومدرسة وجامعة، وفي كل مكان ترسم فيه أجمل اللوحات لمزيد من دوران عجلة الإنتاج والعطاء.