النصر على الظلم والطغيان والإرهاب ، أينما كان وحلّ وحدث هو نصر لكلّ شعوب الأرض التي تتوق للحرية وتحرس كرامتها وترفض التبعية مهما كانت الإغراءات التي يقدّمها ، هذه حقيقة لامراء فيها ، فحرية الأوطان واحدة ، وبالتالي ما نراه من صمت حول أي عمل عدواني تقوم به دوائر الاستكبار الاستعماري ، ينسحب على كلّ العالم . من هنا نقرأ الاحتفاء بالنصر الذي تحقق على النازية وتمرّ هذه الأيام الذكرى السابعة والسبعون له ، ويحتفي الاتحاد الروسي بهذه المناسبة الكبيرة والمهمة، وثمة مشهد عالمي بدأ بالتغيّر والاتجاه نحو عالم متعدد الاقطاب ينتصر فيه المدافعون عن القيم الإنسانية فعلاً وقولاً.
وهذا التغيّر نحو عالم أفضل لم يكن ليثمر كما نراه الآن لولا الثبات السوري بوجه العدوان الغربي وأدواته الإرهابية التي تكالبت على سورية ، ومنها أرادت أن تكون الرسالة للعالم أنهم – المعتدون – يهندسون العالم كما يريدون ، وكما خططوا،و لكن جدار الصدّ كان قوياً متيناً،استعاد فعل المقاومة للعالم كلّه ،ويوم النصر في روسيا الاتحادية ، هو تاريخ من البطولات ضحى فيها خمسة وعشرون مليون مواطن روسي بأرواحهم لانقاذ البشرية ،واستمر النضال في الكثير من بقاع العالم ، بمعنى آخر : النصر إنجاز عالمي عماده التضحيات المستمرة أينما كانت ،ولكن الحقيقة أن هذه التضحيات تعرضت للكثير من السرقات التاريخية ،النصر على النازية عملت واشنطن على سرقته والترويج لتاريخ مزيف أرادت أن يسجل باسمها ،بينما الفعل الحقيقي ليس لها .
والنصر السوري على داعش والإرهاب كانت له واشنطن بالمرصاد حاولت أن تخطفه وتنسبه لنفسها ولتحالفها الذي لم يكن إلا أداة عدوان ودعم بشكّل مباشر وغير مباشر للإرهاب ،إنها الحقيقة التي يجب أن تبقى ماثلة في العالم كلّه .إن واشنطن تدعم الإرهاب وتعمل على سرقة النصر عليه أينما كان ،فاليوم النصر عالمي دعامته تضحيات شعوبنا ،وليس أداة التضليل وتزوير التاريخ ،ومن الواجب أن نبقى نحرس هذا النصر ونراكمه إلى أن يكون العالم أكثر أمناً واستقراراً.