ترقيع المرقع هو أفضل ما يمكن أن يطلق على حال العديد من شوارع دمشق لكثرة أعمال الصيانة غير الاحترافية لبعض الشوارع والطرق وغياب الترميم بشكل كامل، فضلاً عن الحفر والشقوق المرقعة وعدم مساواة سطح الإسفلت الذي تبدو السيارات فيه كأنها تسير على أرض مموجة.
والحال الذي آلت اليه شوارع العاصمة باستثناء بعض منها يرثى له بعد تكرار ترقيع الطبقة الإسفلتية الذي أدى إلى حدوث هبوط وارتفاع وانخفاض في منسوب الشوارع، ما أثر سلباً وبشكل واضح في البنية التحتية وألحق كذلك الأضرار بالسيارات التي تسلك تلك الشوارع.
وأصبحت حملات ترقيع الشوارع بكميات من الإسفلت هنا وهناك مثاراً للتندر بين المواطنين للنتائج السلبية الناجمة عن عمل أيدٍ غير خبيرة في إنجاز مثل هذه الأعمال التي تفتقد بشكل حقيقي إلى دراسات من المفترض أنها تكون على طاولة البحث قبل إجراء أية صيانة أو تأهيل للشوارع مهما كانت بسيطة، تتضمن كثافة وأوزان السيارات ونوع التربة إلا أن ما يحدث حالياً حقيقة ينفذ بشكل عشوائي وغير مدروس لأي مما ذكر، وإنما يعتمد على تقارير بتوضع الحفر والأماكن المتضررة من الشوارع وبالتالي تسيير آليات لتنفيذ ترقيع الشوارع المطلوبة لتعود وتتكرر العملية مرة أخرى بعد أقل من شهرين أو ثلاثة على الأكثر لتزيد من وضع الشوارع سوءاً وإلحاق ضرر أكبر بسيارات المواطنين الذين يعانون في الأصل من ارتفاع غير مسبوق لقطع غيار سياراتهم في ظل ظروف معيشية خانقة تعيشها بلادنا اليوم نتيجة الحصار الاقتصادي الجائر عليها، ولم نتطرق بعد الى التكلفة الباهظة لعمليات ترقيع الإسفلت التي لا جدوى منها على شوارع باتت في الأصل منهكة من تراكم الأخطاء التقنية عليها.
وتعتبر عملية تكرار ترقيع الطبقة الإسفلتية عند صيانة الشوارع والطرق المتضررة من الحلول المؤقتة والبدائية، كما أن التكلفة الاقتصادية لهذه العملية المتكررة مرتفعة إذا ما قورنت بجرف الطبقة الإسفلتية بالكامل وإعادة رصف الطريق وبالطبع هذا ليس وجهة نظري الخاصة بل هي آراء لمهندسين متخصصين في هذا الإطار.
الحديث هنا عن وضع شوارع العاصمة القريبة حيث توجد مراكز القرار وعين الرقيب عليها أكبر، فكيف بحال شوارع المحافظات والمدن البعيدة ؟؟!.