على ما يبدو فإن العلاقة الجدلية بين مصدري الكهرباء والماء تحتاج إلى روابط مشتركة أكثر وبرمجة دقيقة مع متابعة دائمة كي نصل في النهاية إلى نتائج فعلية على الأرض هادفة ودائمة، بحيث لوغابت الكهرباء فإن الماء يبقى ويسد الثغرة التي تخلفها (ضرتها) الكهرباء ونكون في أسوأ الحالات في ظل توافر أحدهما ،حيث لا يمكن العيش أبداً بفقدان الاثنين معاً، فالكهرباء يمكن أن نستغني عنها رغم قساوة فقدها وأثرها في الحياة ولكن شرط ألا يكون طويلاً، أما الماء فلا يمكن أن ينطبق عليه ما على الكهرباء والجميع يدرك ذلك.
معاناة شديدة تلقي بظلالها على الحياة اليومية للناس من الكهرباء والماء وارتفاع الأسعار ونقص في المشتقات النفطية والغاز والمحروقات وغيرها، وهذا أصبح مألوفاً وشبه طبيعي، أما أن تستمر المعاناة مع انقطاع الكهرباء والماء بهذه الطريقة والمدة الزمنية وطريقة التعامل وكأن الأمر حالة عادية أو شبه طبيعية دون معالجة أو حلول فهذه مشكلة كبيرة وخلل فاضح يؤدي لتداعيات سلبية لا يمكن غض الطرف عنها، فغالباً وهذا ما يحدث فعلياً ما تنقطع الكهرباء وقت دور الماء وجريانها في الشبكة ما يحرم أكثر من70% من الناس منها والحصول عليها خاصة ممن يسكنون في الطوابق العليا والمحاضر والتجمعات والأبراج وغيرها، وفي حال توفرت الكهرباء وهذا بعيد المنال إلا في حدود نادرة جداً فإن الماء يكون مقطوعاً حسب برنامج التقنين أو الوفرة وهذه الإشكالية أصبحت واضحة ومعلومة لدى الجميع، وبالتالي تقتضي الضرورة والحاجة لمعالجتها وهي ليست صعبة المنال فقط تحتاج إلى حسن إدارة وتنظيم ومتابعة، وهذه الأمور غائبة أو مغيبة حتى الآن، ويعتقد الجميع أن الأمر لا يحتاج إلا إلى إرادة وجدية في الموضوع لا أكثر.. والسؤال إلى متى؟
ولماذا تبقى المشكلة قائمة بهذه الأسباب في ظل الظروف القاسية جداً التي يعاني منها المواطن في تأمين المتطلبات الأساسية اليومية ومعيشتها وان من واجب الحكومة ومسؤوليتها وأولويتها تأمين الكهرباء والماء، على الأقل في حدود الحاجة الاجتماعية والإنسانية الدنيا، حيث يكفي المواطن ما يعانيه من مشكلات وأوجاع أخرى.