النقل ثم النقل ثم النقل.. الأزمة التي باتت خانقة الى حد أنها باتت تؤثر في جميع مفاصل الحياة في العاصمة دمشق، فشريان الحياة اليومية في المدينة بات بحاجة الى عملية عاجلة لإعادة تدفق الحركة من وإلى قلب العاصمة بشكل سليم وصحيح، بحيث يخفف المعاناة عن المواطن الذي أنهكته ضغوط الحرب وسوء الوضع المعيشي.
فأزمة النقل والتنقل والسير مرادفات لمضمون واحد وهو أن دمشق تعيش أزمة نقل مستعصية منذ سنين طويلة، والحقيقة أن حل هذه الأزمة سار منذ عقود طويلة في الاتجاه المعاكس لحركة التطور الطبيعي للمجتمعات المتحضرة، إذ تم التحول والانتقال من “الترامواي” إلى الباص الكبير إلى المتوسط والصغير إلى “التاكسي” ومن ثم إلى “الميني تاكسي” الصغيرة جداً والتي ربما لا يُسمح لها بالعمل كـ”تاكسي” إلا في سورية، هذا التطور كان على عكس حركة المجتمع وتقدمه بسبب الاستراتيجيات الخاطئة والمقلدة في أحيان أخرى لتجارب لاتحاكي الواقع المحلي، الأمر الذي أوصلنا في هذه الظروف الصعبة لواقع لانحسد عليه أبداً.
وسط هذه المعمعة المتعبة جرعة من التفاؤل بثها محافظ دمشق الجديد المهندس طارق كريشاتي أمس في أول اجتماعاته مع أعضاء مجلس المحافظة، حينما أكد أن الإسراع بتطبيق نظام GBsسوف يسهم في حل أزمة النقل في العاصمة بشكل شبه جذري.
وعود جديدة بالحل بعد أن عجز المعنيون في فترات سابقة عن إيجاد حلول لهذه المشكلة بضبط فوضى أزمة النقل التي تكدر صفو المدينة التي ضاقت ذرعاً بحلولهم المجتزأة وشماعة الحرب الجاهزة دوماً لتعليق كل المشاكل والأعذار عليها.
وحتى ينفذ الحل الجديد يبقى المواطن (مجبر أخوك لابطل) يدفع الفاتورة الأغلى من ماله ووقته وراحته كي يصل الى وجهته بعد انتظاره الذي بات روتيناً يومياً، ويتساءل: إن كانت الظروف عسيرة ويتعذر توفير بديل سريع لحل مشكلة النقل، فلماذا خرجت الوعود الكثيرة في أوقات سابقة ونحن بأمس الحاجة لكلام واضح وصريح، إما أن تحل المشكلة وإما أنها مستحيلة الحل!!؟ فهل وعود المحافظة الجديدة ستكون صادقة هذه المرة ؟