مغامرة تايوان

بين نفي وتأكيد، تستمر التصريحات الأميركية حول زيارة نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأميركي إلى جزيرة تايوان الصينية إضافة إلى اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وماليزيا، وذلك في ظل مناخ دولي متوتر لا يحتاج لعناصر جديدة تفاقمه ومن شأنها أن تفجر نزاعات جديدة تضاف إلى النزاع في أوكرانيا الذي ما كان ليتفجر لولا سياسات واشنطن والناتو التي تنطوي على تهديدات كبرى لروسيا.

الغموض الذي تبقيه الولايات المتحدة حول الزيارة من عدمها لا شك أنه تعبير عن التردد الأميركي، ذلك في ظل التحذيرات الصينية والانذارات التي وجهتها بكين إضافة إلى المناورات العسكرية التي تجريها والاستعدادات التي وصلت رسالتها إلى واشنطن التي ربما فهمت الموقف الروسي الداعم للصين والذي أشار بوضوح إلى أن الزيارة إذا تجاهلت التحذيرات فإنها ستكون مغامرة عسكرية وسياسية خطيرة.

بكين رسمت خطاً أحمر لواشنطن منذ وقت طويل، قبل الإعلان عن زيارة بيلوسي، وهي لن تسمح بانتهاك مبدأ الصين الواحدة، كما لن تسمح بتقويض السلام في المنطقة، وعسكرتها، بل إن الرئيس الصيني تحدث بوضوح عن مخاطر اللعب بالنار هناك محملاً أميركا مسؤولية العواقب الوخيمة، ومؤكداً عدم تخلي الصين عن المهمة المقدسة في حماية وحدة أراضيها وسيادتها.

جولة بيلوسي إلى المحيطين الهادي والهندي، هل تنطوي فقط على مجرد استفزازات للصين وكوريا الشمالية أم تخفي أهدافاً أخرى؟ وإذا كان هدفها تأكيد التزام الولايات المتحدة تجاه حلفائها كما عبرت بيلوسي في أحدث تصريحاتها، فما هو الالتزام الذي أشارت له، وما المخاطر والتهديدات التي تتعرض لها تلك الدول وتريد واشنطن طمأنتها وتأكيد وقوفها إلى جانبها والتزامها بحمايتها؟.

لا شك أن الاستفزاز الأميركي للصين يتصل اتصالاً وثيقاً بما يجري على الساحة الدولية وبما يجري في أوكرانيا، وهو لم يولد بالأمس، بل إنه التمهيد الأول باتجاه الصين الذي يأتي بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان، وهو ما ينسجم مع سياسات الولايات المتحدة في حربها السياسية والاقتصادية ضد بكين التي سعرها في وقت سابق دونالد ترامب سلف جو بايدن.

الرد الصيني على الاستفزازات الأميركية سواء بالتصريحات السياسية الحازمة أم بإظهار الاستعدادات العسكرية وإطلاق الانذارات الحاسمة، هو الرد الطبيعي الذي يستهدف الردع لا التفجير، ويعتقد أن الاستعدادات الصينية العسكرية والمناورات والكشف عن مشاركة أسلحة حديثة ونشر حاملات الطائرات ووضع عشرات المدمرات في حالة الجاهزية القصوى، إذا كانت تعني الاستعداد للتحرك العسكري، فهي أولاً تعني الردع والتحذير الجدي للولايات المتحدة، والغرب الذي انتهج ازدواجية مقيتة في تعاطيه مع ملف تايوان دائماً، واليوم حيث يؤدي أسوأ دور له في تبعيته المذلة لواشنطن.

 

 

آخر الأخبار
الغاز يودع التقنين بعد إلغاء العمل بنظام "البطاقة الذكية" ضخ المياه من سدود طرجانو والحويز وبلوران باللاذقية  ألمانيا تقدم دعماً مالياً إضافياً لمبادرة "غذاء من أوكرانيا لسوريا"   بريطانيا تجدد التزامها بدعم العدالة وتعزيز سيادة القانون في سوريا  أزمات فنية وتقنية في أجهزة  "وطني" السويداء ... والكوادر تطالب بتدخل عاجل من "الصحة"   لقاء اتحادي التجارة السورية والخليجية..  الشرقي: سوريا تمتلك فرصاً استثمارية واعدة   دعماً لاستقرارهم.. مشروع لإعادة تأهيل مساكن الأطباء بحلب  ورشة عمل مشتركة بين وفدي دمشق وريفها وأمانة عمّان لتعزيز التعاون  تدابير احترازية في اللاذقية لتلافي أخطار الحرائق   فرص التصدير إلى الأردن على طاولة غرفة صناعة دمشق    الاجتماع الأول للمجلس الاستشاري  "النقل": تطوير المنظومة بما يتوافق واحتياجات المواطنين     مبادرات للتعاون المشترك بين التعليم العالي ومعهد "BACT" في دبي      شركات رائدة تفتح آفاق الشباب في "ملتقى مهنتي المستقبلية" "للأونروا" د. سليمان لـ "الثورة": الإصلاح الصحي بتمكين الأطباء الموجودين علمياً عيون ترقب أولويات وضمانات الاستثمار ..هل تكون سوريا القبلة الأولى ؟ بمشاركة 100علامة تجارية.. مهرجان النصر ينطلق غداً في الكسوة    الأطفال أكثر إصابة.... موجة إسهال تجتاح مدينة حلب الامتحانات تطفئ الشبكة .. بين حماية النزاهة و" العقاب الرقمي الجماعي " ! خطر صامت يهدد المحاصيل والماشية.. حملة لمكافحة "الباذنجان البري" بحلب  التحول الرقمي ضرورة لزيادة إنتاجية المؤسسات