في المنزل بات حديث الأسر والأبناء، وفي الجلسات المجتمعية اليومية هو محور حديث هذه الجلسات، وفي الأسواق حركة نشطة أساسها أسر وطلاب يجهزون مستلزمات ومتطلبات لابد منها، رغم كل الضغوطات والتحديات الصعبة والظروف الاقتصادية الخانقة التي فرضها الواقع الحالي من مختلف الجوانب، فالمعاناة شيء والتحضيرات واجبة وضرورة محكمة لامفر منها.
وسواء تباينت الآراء وتعددت أم اتفقت بين الكثيرين بشأن موعد افتتاح المدارس، هناك مشهد واضح للجميع ولافت بكل تفاصيله وجزئياته، حيث يعكس هذا المشهد الواقع اليومي المعاش، ومايمكن أن يترتب على جهات عدة كل جهة من موقعها ومسؤوليتها من واجبات والتزامات، وأعمال على نواحٍ عدة تتناغم فيما بينها لتشكل لوحة متكاملة عنوانها الأبرز استعدوا للمدارس.
إذ إن أعباء تأمين اللوارم المدرسية بمسمياتها وأنواعها من ألبسة وقرطاسية وغيرها من الضروريات هو بحد ذاته أمر مرهق للغاية للكثير من الأسر، حيث المواطن يعاني مايعانيه لتأمين أبسط مستلزمات عيشه اليومي في ظل الارتفاع اليومي والخيالي لأسعار مختلف المواد والسلع، فكيف هو حاله وهو يواجه أعباء المدارس وتأمين مستلزمات المونة التي درجت كعادة سنوية في مثل هذه الفترة من كل عام.
وللتربية كجهة رسمية معنية بالحيز الأكبر من موضوع الاستعداد للمدارس حصتها الكبيرة من الأعباء والجهود والعمل المتشعب من قبل كادرها التربوي والتعليمي عبر مديرياتها في المحافظات، لتأمين متطلبات افتتاح المدارس وإيجاد البيئة المدرسية المناسبة التي يتطلبها العام الدراسي الجديد، ولجميع الصفوف والمراحل التعليمية كافة.
كما أن حجم الأعباء يثقل كاهل التربية مع التحديات والضغوطات المفروضة، حيث ملف التحضيرات بمحاوره الكثيرة لم ينجز بعد بالشكل المطلوب لمدارس كثيرة، حتى مع كل ماتؤكد عليه الاجتماعات التربوية المتكررة من ضرورة إنجاز الاستعدادات للمدارس، وتأمين متطلباتها من جميع الجوانب التي تخص العملية التربوية والتعليمية.
فواقع العديد من المدارس يحتاج لرصد ميداني، ومتابعة آنية، حيث الصعوبات المتعددة، فالكتب المدرسية غير مؤمنة ونقص الكوادر التدريسية، وعدم إنجاز مايتعلق بالتشكيلات والتنقلات كما يجب، إضافة لعدم وجود بيئة مدرسية مناسبة للطلاب، حيث تفتقد وجود المياه والأثاث المدرسي اللازم وغير ذلك من المستلزمات، ولاسيما للمدارس التي دخلت الخدمة هذا العام.