مما لاشك فيه أن التاريخ السينمائي السوري غني بتراثه الفني والحضاري، فعبر عشرات السنين قدم المبدعون السوريون سجلاً حافلاً من الأفلام السينمائية التي مازالت محفورة في ذاكرة الجمهور، وحققوا حضوراً لافتاً، فهم أرضوا المشاهد السوري والعربي بإجادة أداء أدوارهم وتنوع اختياراتهم.
خلال سني الحرب على سورية نشطت السينما السورية وللإنصاف قدمت أفلاماً مهمة جسدت الواقع فكانت تلك الأفلام بمثابة وثيقة للأجيال القادمة.
واليوم لابد من الحديث عن السينما كونها تحصد الجوائز في كل مكان ففي الأمس القريب حصدت ثلاث جوائز في أيام قرطاج السينمائية وقبلها الكثير من الجوائز، بالإضافة إلى مشاركتها المتكررة في مهرجانات عدة لتؤكد أنها السفيرة الحقيقية وأن الإبداع رغم الألم يثمر أملاً، فمن أجدر من السوريين على العطاء وهم الذين سجلوا أنهم صمدوا و صبروا وقاتلوا في ميادين الحياة كافة.
ما نتحدث به يجعلنا أمام مسؤوليات كبيرة فالأمر ليس وليد اليوم وإنما تاريخ من العمل والمعرفة والبناء، وبالتالي لابد من أن ندعم السينما ونقدم لها كل مانستطيع في سبيل أن تبقى مثمرة، فالسوريون بهذه الإرادة التي تحتضن مفردات الإيمان بوجود السينما ودورها وحضورها الفني والحضاري، لن يكتفوا بحدود ما يجري داخل سورية بل بما يجري على امتداد العالم.
في الطريق إلى الغد المتجدد لايعرف السوريون درباً واحداً بل دروباً تتلاقى في بحر العطاء الذي لم ولن يتوقف…فيا أيها المعنيون: حافظوا على ماتم إنجازه، هذا دوركم وواجبكم، الإبداع السوري يحلق، وفي كل نبض…السوريون هم القادرون على فعل المعجزات، كيف لا وهم الذين أثبتوا للعدو قبل الصديق أنهم يجيدون صناعة الحياة.