يتناقص عدد الأشجار المجاورة لطريق حمص دمشق رغم زراعة آلاف الأشجار سنوياً لأسباب متعددة منها الحرائق الناتجة عن رمي السجائر، ومنها مرتبط بالتغيير المناخي والجفاف.
ما نراه من أشجار على جانبي طريق دمشق حمص ناتجاً عن مشروع تشجير طريق ( حمص – دمشق )، مشروع كان له إدارة مستقلة باعتمادات مالية محددة، إدارة تتابع كل التفاصيل، و ما تبقى من أشجار على جانبي الطريق هو من نتاج ذلك المشروع وهذا خير دليل على نجاح المشروع، ولكن بعد إلغاء المشروع وإلحاقه بمديريات الزراعة حسب التبعية الجغرافية تراجع عدد الأشجار بشكل كبير وغاب الاهتمام إلا من تنفيذ حملات سنوية لزراعة آلاف الغراس دون تأمين الرعاية اللازمة لها على الأقل لعمر خمس سنوات، ولو أن ١٠ % من الغراس بقيت لكان الوضع مختلفاً.
طريق دمشق – حمص يمكن تشجيره بأبعاد جانبية كبيرة، ويمكن تأمين المياه لسقاية الغراس، فمدن دير عطية وقارة والنبك يُمكن تجميع مياه الصرف الصحي الخارجية منها وربطها بمحطة معالجة واحدة نتيجة الجغرافية المتقاربة وسهولة التنفيذ، والمياه الناتجة عن محطة المعالجة يمكن ربطها بشبكة لسقاية مئات الآلاف من الأشجار المتنوعة التي يُمكن زراعتها على جانبي الطريق، لتتشكل خلال سنوات قصيرة غابة حقيقية تمتد لعشرات الكيلومترات وبأبعاد يمكن التوسع بها كثيراً، وهذه الغابة ستكون منتزهاً، وستكون نقطة استقطاب بيئية للأمطار وتعديل مناخ المنطقة.
لا يحتاج الأمر إلى إمكانات كبيرة وإنما إلى تنظيم ما يتم صرفه حالياً وتركه للطبيعة، فخطط التحريج السنوية يجب يكون تركيزها على حماية ما لدينا من أشجار قبل زراعة غراس جديدة.
في التعميم تضيع المسؤوليات ويزداد الهدر والفساد ولكن عندما يكون هناك إدارات محددة لكل مشروع يسهل تحديد المسؤوليات وتوجيه الصرفيات ولمس النتائج والمحاسبة والمتابعة لكل تفصيل.
التعميم بيئة مناسبة للفساد وتشتيت الإمكانات وسرقتها وهدرها ويساهم في سهولة التبرير وضياع الحقائق، وما لم يتم تقسيم المسؤوليات وفق نطاقات معينة لن يبقى لدينا غابات وستبقى الاحتفالات بزراعة ملايين الغراس سنوياً تقليداً ينتهي بلحظة انتهاء موسم التشجير.