كما طائر الفينيق ينهض من أزماته ويتعالى على جراحاته، وفي كلّ مناسبة يقدم رسالته إلى العالم بأنه وطن المحبة والسلام، ووطن الحضارات التي تطل في إنجازاته يوماً بعد يوم، وفي غير منبر عربي وعالمي.
ففي جردة حساب ونظرة متأنية لما تحقق في هذا العام الذي نودّع أيامه الأخيرة، سنجد أن عجلة الحياة كانت مستمرة، إن كان على صعيد الفنون الثقافية والفنية والمشاركات العربية والعالمية، أو على صعيد الجوائز التي استحقها المبدعون في المجالات العلمية والفكرية وفي المؤتمرات الدولية.
واستطاع أبناؤنا في دول الاغتراب أن يكونوا سفراء لبلادهم يقدمون تلك الصورة المشرقة في التفوق والإبداع، ويحققوا إنجازات تسجل لهم، فلم تثنهم آلام الغربة عن القيام بدورهم في تقديم كلّ ما من شأنه أن يرتقي ببلادهم ويعبر عن حضارتهم التي تعيش بين جنباتهم وبين ضلوعهم، فكانوا الأوفياء لأبناء جلدتهم، والحراس لقيمهم وثقافتهم التي تنمو في داخلهم وتزهر حباً وعطاءً وتفوقاً.
واليوم إذ تتعالى أصوات الكنائس وتعانقها أصوات المساجد بالدعاء والصلوات لأرض المحبة والسلام، تنثر الأعياد عبقها في كلّ مكان، وتبشر بخلاص الشعب في سورية الذي صمد في وجه أعتى أنواع الإرهاب، ولا يزال يكابد تبعات الحرب، ولكنه يؤمن بأنه إن كان للباطل جولة وإن طال أمدها، فللحق والنصر جولات وجولات تمتد لتعم البلاد جميعها بجهود حراس الوطن وحماته المرابطين على حدوده.
إنه الإيمان الذي يسكن القلوب، بأن القادم من الأيام هو الأكثر جمالاً، وأحلام أطفالهم الوردية لابد أن تصبح حقيقة، والمستقبل يحمل في جعبته انتصارات على الإرهاب، لينعم الجميع بالأمن والأمان، والصلوات ستلامس عنان السماء ليعم السلام في أرض السلام.

السابق