لعله من المستفز إلى درجة الوقاحة أن يتنطع أكبر ضباط من الجيش الأميركي مارك ميلي للادعاء بأن مهمة قواته المحتلة في سورية تستحق المخاطرة وأنها مخصصة لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، في حين بات الجميع يعلم أن المهمة تقتصر في جانبها الأكبرعلى رعاية ومتابعة عمليات اللصوصية الدنيئة التي تستهدف ثروات السوريين من النفط وغيره.
لن نجادل ميلي في كون بلاده هي القابلة القانونية التي أشرفت على ولادة تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة، وما عليه سوى العودة إلى اعترافات واتهامات رئيسه السابق دونالد ترامب الذي أكد بالدلائل والمعطيات أن إدارة أوباما مسؤولة بشكل مباشر عن إنشاء التنظيم لمتابعة الفوضى الأميركية ” غير الخلاقة” في عموم المنطقة، ولن نسأله عن اعتراف ترامب نفسه بأن مهمة قواته في سورية مخصصة لسرقة النفط، فالقوافل الأميركية اليومية المتوجهة من شمال شرق سورية إلى شمال العراق وهي تسرق النفط السوري موثقة بالصوت والصورة.
يعلم ميلي تمام العلم أن لقواته المحتلة مهمات إضافية وهي تمزيق الجغرافيا السورية وإنشاء كيانات انفصالية تخدم لصوصية إدارته الوقحة، والإشراف المباشر على الهجمات الداعشية التي تستهدف الجيش العربي السوري والمدنيين السوريين في البادية السورية ومناطق أخرى، وهذه المهمات تستدعي المخاطرة من وجهة نظر ميلي، طالما أنها تخدم المشروع الأميركي لتمزيق المنطقة وتعويم الكيان الصهيوني المجرم.
يعلم ميلي أن هذه المهمات محفوفة بالمخاطر، لأنها غير شرعية وغير قانونية، فالسوريون لا يمكن أن يتسامحوا مع من يدعم القتلة والمرتزقة والإرهابيين والانفصاليين، ومع من يمارس النهب والسرقة والسطو المسلح على ثروات السوريين وممتلكاتهم، ويؤخر ويعرقل الحلول السياسية للأزمة في سورية، لذلك ينبغي عليه أن يراجع نفسه ويحفظ أرواح جنوده قبل أن يعودوا بتوابيت خشبية إلى بلادهم، والذكي من تعلم من أخطائه..!