في أغنيته التي أطلقها حديثاً وحملت عنوان:” سورية يا قلعة الأحرار” وخصص ريعها للمتضررين من الزلزال، يقول فيها المطرب التونسي لطفي بوشناق
سورية يا قلعة الأحرار
صبرا فتلك مشيئة الأقدار
لن يخمد الزلزال فيك عزائم
شيدت على الإيمان والإصرار
هي الحقيقة الناصعة التي وقف عندها المطرب التونسي وجسد إيمان الشعب السوري وقدرته على تجاوز المحن مهما بلغت من القسوة، فليست هي المرة الأولى التي تتعرض فيها سورية للنكبات والمحن، وفي كلّ مرة تنفض عن كاهلها غبار عاديات الزمن وتنهض من جديد.
ولأن الفن والثقافة هما هويتنا العربية التي نفخر ونعتز بها، امتشق الفنانون ريشتهم ليشاركوا أبناء جلدتهم مصابهم الأليم ويرسموا بألوان الفرح ويوثقوا للتاريخ، بأن القادم سيكون أجمل، فكانت العديد من المبادرات الفنية والأدبية لمساعدة متضرري الزلزال الذي تعرضت له سورية من خلال التبرع بلوحات لفنانين تشكيليين وبالنتاج الأدبي لبعض الكتاب، بحيث يعود ريعها لمصلحة المتضررين.
ومن المبادرات هناك مبادرة أطلقها” صدى بيت القصيد” الثقافي في اللاذقية تحت عنوان” كن صديقي” شارك فيها فنانون تشكيليون وأدباء تبرعوا بأعمالهم الفنية والأدبية ليعود ريعها جميعاً لصالح المحافظات المنكوبة من الزلزال.
وفي مدينة حمص اجتمع عدد كبير من الفنانين التشكيليين ليعبروا من خلال فنهم عن أفكارهم وشجونهم جرّاء الزلزال في معرض للفن التشكيلي حمل عنوان” إيد بإيد والقلب واحد” نظمه ملتقى أورنينا للثقافة والفنون، ويحمل أهدافاً ثقافية وإنسانية ورسالة للعالم بأن الزلزال أظهر الإنسان السوري المحب الذي يمتلك ثقافة وفناً وفكراً، وهو في الآن نفسه مساهمة لدعم المتضررين من الزلزال ودعم أبناء جلدتهم.
ولا تزال المبادرات الفنية التي تساهم في دعم الأطفال ونشر الفرح في قلوبهم، فكثير من الفرق الفنية والمسرحية الجوالة تتنقل في أمكان تجمع العائلات المنكوبة لتسهم في رسم بسمة على وجه طفل، وإعادة الأمل والفرح إلى قلوبهم رغم قسوة واقع الحال، ولكن ليبقى الأمل حياً وتبقى سورية قلعة للأحرار.