الثورة – ميساء الجردي:
مع أن الزمان تبدل ليصبح حق الكتاب مهجوراً لصالح التقنيات الحديثة التي سهلت طرق الحصول على المعلومات، إلا أن بعض المدارس تعالج هذا الهجران وتحرص على إقامة معارض متخصصة بالكتب تتيح المجال أمام طلبتها وراغبيها لزيارتها والاستمتاع بالكتب المعروضة وقراءتها والحصول عليها بأسعار رمزية تتناسب مع ميزانياتهم الصغيرة.
في مدرسة الحكمة بداريا يقام أول معرض للكتاب بالتعاون مع دار الفكر للنشر والتوزيع وبإشراف عدد من الأساتذة في المدرسة والمهتمين من المجتمع المحلي، يضم المعرض كتباً متنوعة تناسب مختلف المراحل العمرية وأولياء الأمور.
المُدرسة ردينة خولاني أحد المشرفين على المعرض بينت أهميته من حيث استهدافه لجميع الطلاب في مدارس داريا بمختلف المراحل وخاصة بعد أن أثبت هؤلاء الطلبة محبتهم للكتاب واستطاعوا الانتهاء من قراءة 50 كتاباً خلال شهرين ضمن مشاركتهم بمسابقة دار الفكر لتحدي القراءة.. وذلك بهدف إيصال أكبر عدد من الكتب إلى مدارس داريا بشكل عام لاستقطاب الطلاب وذويهم نحو القراءة والاستمرار في هذا الطريق المعرفي.
وقالت إن المعرض المقام اليوم في مدرسة الحكمة هو الأول بعد سنوات الحرب الإرهابية على سورية وهو مشترك مع كل المدارس ويستقبل الطلاب والكبار والصغار ويتخلله مجموعة من الأنشطة الثقافية والأدبية وتقديم فقرات فنية تُعبر عن أهمية الكتاب والتعليم والقراءة إضافة إلى ورش عمل تتعلق بتأليف القصص وطرق الكتابة.
عودة الحياة لخير جليس
من جانبه تحدث عضو مجلس الشعب حكمت العزب الذي قام بزيارة المعرض مع أمين فرع ريف دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي وعدد من المعنيين في المجتمع المحلي عن مساعيهم في عودة الحياة للكتاب والاهتمام بالقراءة وخاصة أن افتتاح المعرض تزامن مع الاحتفالية التي أقامتها مؤسسة قناديل في داريا بمناسبة عيد الشهداء، حيث تركزت الجهود على أن يكون المعرض ضمن المدرسة لكونه حتى هذا التاريخ لم يتم إعادة تأهيل المركز الثقافي الذي دمره الإرهاب. مشيراً إلى وجود برنامج ينظم زيارة المعرض ليشمل كافة مدارس داريا، بحيث يقوم كل مدير مدرسة برفقة كادره التعليمي والطلابي لزيارة المعرض وتخصيص يوم لذلك بهدف تشجيع طلابه على القراءة من جديد.
المعرض متاح للجميع للمشاركة في الأنشطة التي تقام فيه وإمكانية شراء الكتب وخاصة بعد أن تم إرسال ملفات بعناوين الكتب الموجودة إلى الأهالي لمشاركة أولادهم في اختيار ما يريدون.. وتم تخصيص قاعة ضمن المدرسة للقراءة خلال أوقات الدوام.