الثورة – ديب علي حسن:
ما إن تذكر عملية إحياء اللغة العربية وصونها وتخليصها من أوضار وشوائب التتريك وما الحقنه عصور التخلف باللغة العربية ما يذكر ذلك حتى تتوجه الأنظار إلى سورية وعلمائها ومفكريها الذين أناروا الدرب عبر جهودهم الفردية والجماعية التي ضمها مجمع اللغة العربية الذي تمر هذه الأيام ذكرى تأسيسه الخامسة بعد المئة..وكان يعرف أولاً باسم المجمع العلمي العربي.
وهو أبو المجامع اللغوية العربية كلها..
– محطات..
كان المجمع العلمي العربي يعرف لأول مرة بالشعبة الأولى للترجمة والتأليف، التي أسست على إثر تأليف الحكومة العربية في أواخر خريف سنة 1918م، ثم جعلت هذه الشعبة ديوان المعارف، وعين الأستاذ محمد كرد علي رئيساً لها في 12 شباط 1919م موكولاً إليها النظر في أمور المعارف والتأليف، وتأسيس دار آثار، والعناية بالمكتبات ولاسيما دار الكتب الظاهرية.
ثم انقلب هذا الديوان بأعضائه الثمانية (أمين سويد، أنيس سلوم ، سعيد الكرمي، عبد القادر المغربي، عيسى إسكندر معلوف، متري قندلفت، عز الدين التنوخي، الشيخ طاهر الجزائري) ورئيسه إلى مجمع علمي في 8 حزيران 1919م، وأخذ على نفسه النظر في إصلاح اللغة، ووضْع ألفاظاً للمستحدثات العصرية، وتنقيح الكتب، وإحياء المهم مما خلفه الأسلاف منها، والتنشيط على التأليف والتعريب.
– رؤساؤه..
ترأس المجمع عبر تاريخه عدد من أعلام سورية وعلمائها وهم على التوالي الأساتذة:
محمد كرد علي خلال فترة (1919-1953)، كما تولى سعيد الكرمي رئاسة المجمع خلال فترة (1920-1922).
خليل مردم بك (1953-1959).
مصطفى الشهابي (1959-1968).
حسني سبح (1968-1986).
شاكر الفحام (1986-2008).
مروان المحاسني (2008 – 20 آذار 2022).
محمود أحمد السيد (1 يونيو 2022 – حتى الآن
– من صفات أعضائه..
الاهتمام البالغ بالتراث والمخطوطات العربية مع دراية تامة بعلوم اللغة العربية.
التخصص في تاريخ الأمة العربية أو آثارها أو تراثها اللغوي أو العلمي أو الأدبي، مع التمكن من قواعد اللغة العربية.
– أهدافه..
أغراض المجمع كما جاء في قانون المجمع ذي الرقم /50/ الصادر بتاريخ /14/ أيلول سنة 2001م:
المحافظة على سلامة اللغة العربية وجعلها وافيةً بمطالب الآداب والعلوم والفنون وملائمةً لحاجات لحياة المتطورة.
وضع المصطلحات العلمية والفنية والأدبية والحضارية ودراستها وفق منهجية محددة والسعي في توحيدها ونشرها في سورية والوطن العربي.
العناية بالدراسات العربية التي تتناول تاريخ الأمة العربية وحضارتها وصلتها بالحضارات الأخرى.
العناية بإحياء تراث العرب في العلوم والفنون والآداب تحقيقاً ونشراً.
النظر في أصول اللغة العربية وضبط أقيستها وابتكار أساليب ميسرة لتعليم نحوها وصرفها وتوحيد طرائق إملائها وكتابتها والسعي في كل ما من شأنه خدمة اللغة العربية وتطويرها وانتشارها.
الحد من استفحال العامية في مختلف المجالات.
النظر في كل ما يرد إلى المجمع من موضوعات تتصل بأغراضه.
وتتلخص أعمال المجمع الآن ومناشطه في الآتي:
– أعمال لجانه…
أعمال مجلسه الذي يضم جميع الأعضاء ويعقد جلسة كل أسبوعين، ويمكن أن يعقد جلسات استثنائية.
أعمال مكتبه الإدارية – المالية، وهو يعقد جلسة كل أسبوعين، أو عند الحاجة.
إقامة ندوات علمية.
إقامة مؤتمر سنوي.
إصدار مجلة فصلية محكَّمة، تنشر بحوث أعضائه ودراساتهم ومقالاتهم، وما يرد عليها من الأعضاء المراسلين أو العلماء والأدباء.
السعي لاستصدار قانون حماية اللغة العربية.
ولابدَّ من الإشارة إلى أن مجلة المجمع هي الأقدم في سورية ومازالت مستمرة بالصدور تقدم دراسات مهمة جداً في اللغة والتراث.
السابق