الثورة- فاتن دعبول:
عندما تقترب السينما من هموم الناس، وتحاكي قضاياهم، ندرك أننا نسير في الطريق الصحيح، وعمالة الأطفال هي واحدة من القضايا الهامة التي يجب تسليط الضوء عليها، والتنبه إلى خطورتها.
وبمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال الذي أقرته الأمم المتحدة، وضمن حملة مكافحة عمالة الأطفال التي أقامها فريق شمس التطوعي على مدى اثني عشر يوماً، تم اختتام الحملة بالتعاون مع المؤسسة العامة للسينما من خلال العرض الخاص الأول للفيلم الروائي القصير” أماني” من تأليف وإخراج محمد سمير الطحان.
وبين باسم خباز معاون مدير المؤسسة العامة للسينما أن المؤسسة تسعى ضمن توجهها للاهتمام بشأن الطفولة من خلال تخصيص مسابقة لاختيار سيناريوهات لأفلام روائية قصيرة تعنى بقضايا الطفل.
وهذه المسابقة أطلقتها المؤسسة قبل نحو أربع سنوات، وفي كل عام يفوز واحد من السيناريوهات الذي تحوله السينما بدورها إلى فيلم سينمائي.
وأضاف: يأتي فيلم” أماني” ضمن جهود هذه المؤسسة، وهو يسلط الضوء على قضايا الطفولة، والنص بالطبع فائز بمسابقة السيناريو ونفذه سمير طحان مؤلف السيناريو، وهو يتوجه إلى الجهات المعنية بشؤون الطفولة، ويتم بالتعاون مع مجموعة شمس التطوعية لاهتمامها بموضوع الفيلم الذي يعالج قضية عمالة الأطفال.
وأشار إلى أن المؤسسة تسعى في واحد من مشاريعها إلى التعاون مع وزارة التربية لنقل الثقافة السينمائية للطفل، وسيطلق هذا المشروع في بداية العام الدراسي إن شاء الله.
وبين محمد سمير الطحان مؤلف ومخرج فيلم” أماني” أن عمالة الأطفال باتت ظاهرة متفشية في مجتمعنا بعد سنوات الحرب الظالمة التي عشناها، ومن هنا كان لابد من التصدي لهذه الظاهرة بهدف حماية الأطفال واحتوائهم ودعم مواهبهم وتعليمهم عبر تقديم قصة طفل تحمل الكثير من الاختزالات والدلالات المباشرة وغير المباشرة.
وأكد أنه كان لابد من تقديمه للجمهور ضمن مناسبة تحاكي هدفه ورسالته، فتم اختيار اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال، حيث رحبت إدارة المؤسسة العامة للسينما بالمقترح وتبنته ودعمته، وتم الاتفاق مع فريق شمس التطوعي الشبابي ليكون العرض الخاص للفيلم ضمن الحملة التي أقامها على مدى 12 يوماً ليختتم حملته في هذا اليوم، متمنياً بدوره أن يكون قد قدم نموذجاً يحتذى بالتنسيق والتعاون بين الجهات الحكومية والأهلية والأفراد لإيصال رسالة الفيلم في مكافحة عمالة الأطفال.
وأوضحت بريهان جنبلاط قائد فريق شمس التطوعي أن اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال الذي يحتفل به في الثاني عشر من حزيران يهدف إلى تحفيز الحركة العالمية المتزايدة ضد عمل الأطفال، وتأكيداً على الصلة بين العدالة الاجتماعية وعمل الأطفال، وقررت الأمم المتحدة أن يكون شعار احتفالية هذا العام” تحقيق العدالة الاجتماعية للجميع” وإنهاء عمل الأطفال.
وفريق شمس التطوعي واحد ممن يقومون بدورهم في هذا السياق في سورية لمكافحة ظاهرة عمالة الأطفال، والحملة التي استمرت على مدار 12 يوماً حملت عنوان” أوقفوا عمالة الأطفال” وهي محاولة لإيصال صوت هؤلاء الأطفال وتوجيه المجتمع لمساعدتهم والتخفيف ما أمكن من انتشار هذه الظاهرة، فالأطفال جميعهم من حقهم أن يكون لهم أحلامهم وطموحاتهم لأنهم يملكون قدرات كبيرة تؤهلهم أن يكونوا فاعلين في المجتمع.
وأضافت: سعداء بأن يكون ختام حملتنا العرض الأول لفيلم” أماني” الذي يحاكي قضية شريحة من الأطفال يعانون الظلم والاستغلال من بعض الأشخاص ويحرمون من حقوقهم في التعلم والعيش الكريم.
وبين الممثل عادل أبو حسن والذي قام بدور” أبو صطيف” واحد من الذين يستغلون الأطفال ويسرقون جهدهم ليحققوا سعادتهم، من الأهمية بمكان تسليط الضوء على هذه الشريحة من الأطفال للفت الأنظار ومساعدة الأطفال وحمايتهم من جشع المستغلين.
أما الطفل حمود أبو حسون” الذي قام بدور” كريم” فبين أن للأطفال أحلامهم وطموحاتهم ومن حقهم أن يتعلموا، وعلى الجهات المعنية أن تقف إلى جانبهم وتحميهم” أنا طفل وتأثرت جداً لحالهم”.
وتوقفت الممثلة مادونا حنا عند أهمية تسليط الضوء عند ظاهرة عمالة الأطفال، لأنها باتت أكثر انتشاراً بعد الحرب التي شنت على سورية، ومحاولة حماية هؤلاء الأطفال وإعادة براءتهم لهم وتحقيق الحياة الكريمة التي تليق بطفولتهم.
وفيلم” أماني” من إنتاج المؤسسة العامة للسينما، إشراف عام مراد شاهين، سيناريو وإخراج محمد سمير الطحان، بطولة: الراحل أسامة الروماني، جمال العلي، الطفل حمود أبو حسون، نجاح مختار، صباح السالم، عادل أبو حسون، مادونا حنا، مضر عساف، والطفلتين روسيل إبراهيم وأليسار نعمان.
تلا الفيلم مناقشة أهم الرسائل التي طرحها الفيلم وأدار الحوار نضال قوشحة، والفيلم أهدي لروح الفنان الراحل أسامة الروماني.