تأخذ الحملات التوعويّة المتنوعة بعدها الاجتماعي والتّربوي والصّحّي من خلال تحقيق الهدف والطموح بحسن الالتزام والتطبيق وتنفيذ برناج كل حملة.
فالحملة لا تعني الأفراد فقط أو المؤسسة والوزارة التي تطلقها، وإنما مكونات المجتمع كلّها حكومة وشعباً ومؤسسات، فلكل دوره بما يمثله من موقع الذي يشغله.
مؤخراً أطلقت وزارة الصحة من ضمن حملات متتالية، حملة توعوية تحت شعار: ” سكر أقل صحة أكتر”، وذلك انطلاقاً من مسؤوليتنا في تعزيز الصحة العامة، وتعزيز المؤشرات الصحية للأفراد والمواطنين عبر رفع مستوى الوعي لدى الجميع حول ضرورة اتباع نمط حياة صحية للوقاية من الأمراض.. هذا النمط من الحياة أكد عليه وزير الصحة الذي طلب دعم الحملة التوعوية من على منبر مؤتمر نقابة أطباء الأسنان، حيث إن الحد من تناول السكر الأبيض يمنحنا كمواطنين صغاراً وكباراً جهازاً مناعياً أقوى وأكثر فعالية ويقلل من خطر فرط الوزن والسمنة واحتمالات الإصابة بمرض السكري، ويخفف كثيرً من تسوس الأسنان وأمراض الفم واللثة وغيرها.
ولعل المؤثر الأول في هذا الإقناع والتنفيذ هنا هي الأسرة، وتحديداً الأم التي تعدّ المنظم والمدبر الأول في البيت للطعام والشراب، هي المرشد لأطفالها وأبنائها كي يتبعوا حمية منتظمة ويتجنبوا خطر الأبيض والاعتدال بتناوله وليس بالامتناع عنه، فالقضية هي مسألة إرشاد وتوجيه وترغيب بالحسنى على أن تكون الأسرة هي القدوة في تطبيق المعايير لتأتي بعدها المدرسة كتفاعل مباشر مع الأبناء بمراحلهم الدراسية المختلفة، ومن ثم مؤسسات المجتمع من خلال الأنشطة والندوات والمحاضرات وورش العمل.
أما الفعل الأكبر فهي لوسائل الإعلام الوطنية العامة والخاصة إلى جانب وسائل التواصل الاجتماعي المتاحة أمامهم، وفي متناول الجميع.
إن قضايا التوعية اليوم وأساليب طرحها بمنطق علمي مدروس وممنهج تثمر في إقناع المتلقي إذا ما لامست رغباته وأمنياته وواقعه المعيشي.
الجدير ذكره وفق إحصاءات وزارة الصحة أن معدل انتشار السمنة في العالم ارتفع أكثر من الضعف بين عامي 1980 و2014، والإفراط في تناول السكر الأبيض والسكريات الحرة عموماً من أبرز الأسباب الأساسية لزيادة الوزن والسمنة فيكون هناك اختلال بتوازن الطاقة بين السعرات الحرارية التي تدخل الجسم والسعرات التي يحرقها.