الثورة – ميساء العجي:
تشكل دورات إعداد المدربين على دليل الدعم النفسي والاجتماعي التي تقام بالتعاون بين وزارة التربية ومنظمة اليونيسيف بين وقت واخر فرصة حقيقية للتعاطي مع المستجدات والمتغيرات التي فرضتها الظروف، حيث تساهم إلى حد كبير في تنمية مهارات المعلمين والطلاب ودعمهم نفسياً واجتماعياً.
عن أهمية دورات الدعم تشير رئيسة دائرة الإرشاد النفسي والاجتماعي في مديرية الإشراف التربوي الدكتورة سبيت سليمان على أن ورشات الدعم النفسي التي تقوم بها وزارة التربية بالتعاون مع منظمة اليونسيف، تهتم بالبعدين النفسي والاجتماعي لدى الفرد وهذا التدريب يشمل مناطق المحافظات التي حصل فيها الزلزال و الكوارث، وجميع المتدربين هم من مناطق المحافظات التي حصل فيها الزلزال، حلب، اللاذقية، حمص حماة، طرطوس، إدلب.
و نوهت سليمان إلى أن الدورة التي أقيمت مؤخراً هي عبارة عن تدريب خمسين شخصاُ، ومن ثم سيدرب كل واحد منهم في محافظته.. أي سيصبح العدد النهائي خمسة آلاف شخص في المحافظات الستة.
وهذه الدورة هي دورة t o t وتهدف إلى إعداد مدربين، أي تدريب الأشخاص حتى يكونوا هم ذاتهم في المستقبل مدربين بالمناطق التي حدث فيها الزلزال، وبالطبع هذا سينعكس بشكل إيجابي على كيفية تهيئة أشخاص مرشدين و مدرسين قادرين على التعامل مع عمليات الكوارث منها الزلزال وكيفية التخفيف من الهلع والخوف الذي اصاب الاشخاص بحالات الأزمة لكي نصل إلى تحقيق الصحة النفسية عند الفرد.
بدورها شروق حسن متدربة بدورة الدعم النفسي والاجتماعي بدمشق وزارة التربية من الإدارة المركزية نوهت لأهمية الدورة في إعداد مدرب لتدريب متدربين على الدعم النفسي الاجتماعي والصحة النفسية لمتدربين قادمين من المحافظات السورية، حيث الغاية من التدريب هي استجابة الوزارة للزلزال الذي حصل في السادس من الشهر الثاني لكي نقوم نحن بتدريب المرشدين الموجودين في المدارس بالمحافظات على آلية التعامل بشكل صحيح مع المرشدين والطلاب الموجودين بالمدارس و كيفية التعامل معهم في حال لم يزل لديهم أثر من كارثة الزلزال الذي حدث، وكيفية التعامل معهم، وبنفس الوقت نحن نقوم بتأهيل فريق مركزي في حال حدوث اي طارىء سواء كانت كارثة طبيعية او صدمة يتعرض لها الطالب في مدرسته او على مستوى البيئة، كيف سيتعامل معها الطالب من خلال الفريق الذي يدرب مرشدين على مستوى المحافظات السورية.. هذه هي الغاية الأساسية من المدربين الذين يعطون المهارات الأساسية، وفيما بعد علينا أن نعرف متى نقدم خدمة الدعم النفسي، وماهي الصحة النفسية، وكيف سنساعد الأفراد حتى يتجاوزوا هذه الصدمة او الحدث الذي تعرضوا له، وكيف نتعامل معهم حتى يصلوا إلى حالة التعافي؟..
وتتابع إنه وبنفس الوقت يجب معرفة الأعراض الأساسية التي تظهر لدى الأطفال بناء على المرحلة العمرية التي هم فيها حتى نعرف كيف نقيِّم الحالة، وهل نكتفي بمعالجتها كمرشدين ضمن المدارس لتقديم خدمة الدعم النفسي، أم هم بحاجة إلى إحالتهم إلى الصحة المدرسية بحيث يتم أخذها إلى اختصاصي نفسي للتعامل معها أو لمعالج أو طبيب نفسي؟..
و بينت أن البداية هي من المدارس ومن المرشدين النفسيين عن المهارات الأساسية التي يتعاملوا فيها مع الأطفال حتى ولو كان ذوو وأهل هؤلاء الأطفال مقيمين في المدارس إذ نتعامل معهم من خلال إيصال فكرة أنهم صحيح تعرضوا لحدث كبير ألا وهو الزلزال وقد ترك عندهم أثراً كبيراً لكننا تستطيع أن نتخطى هذه الأحداث،
كذلك سيتم التدريب على كيفية تخطي هذه الأحداث بنفس الوقت إذا حصل معنا أي حدث مفاجئ كحدث الزلزال، لابد من التعامل معه من الناحية المنطقية حتى لو كانوا أطفالاً يجب أن نعلمهم إرشادات منطقية حتى يقوموا بضبط مشاعرهم، فهناك أطفال يستطيعون أحياناُ ضبط أنفسهم أكثر من الكبار.
ونحن في هذه الدورة نعمل على نقل هذه المهارات للمدارس والمدرسين كي ينقلوها للأطفال ويساعدوهم في كيفية خلق سلوكيات في حال حدث معهم أي شيء صادم وكبير، نعلمهم التعامل معه بمنطقية وضبط المشاعر.
ونوهت حسن أن استجابة وزارة التربية لحدث الزلزال كان سريعاً وخاصة على مستوى المناطق المنكوبة.
سراج اولاد من دائرة البحوث في محافظة اللاذقية يقول إن هذه الدورة هي ورشة تدريبية تتعلق برسالة الدعم النفسي والدعم الاجتماعي خاصة بعد أن أصيبت عدد من المناطق السورية بزلزال أصبح بسببه هناك العديد من المتضررين والمنكوبين وهم من فئات عمرية متنوعة ومتعددة، مشيرا إلى الدور الكبير الذي لعبته في هذا المجال فقد اخذت على عاتقها بالتنسيق مع منظمة اليونيسيف تقديم كل أشكال الدعم لمتضرري الزلزال، ونحن من خلال ورشات العمل نأخذ تقنيات واستراتيجيات العمل مع هذه الفئات العمرية التي تضررت وأثرت الكارثة عليها بشكل مباشر.
كذلك توجد فئات عمرية تضررت بشكل غير مباشر فأصبح لديهم حالة ترقب من الخوف لذلك كانت وظيفة الدعم النفسي والاجتماعي تقديم الخدمة ومساعدة الاشخاص في التأقلم والتكيف مع الحالات.
وأشار أن محاور الدورة الأساسية هي موضوع الجلسات، و كيف تتم الجلسة والتشخيص المبدئي، وماهي الحالات المستعصية التي يتم إحالتها لمعالج وطبيب نفسي، وماهو دور المرشد النفسي؟.. فكثير من الحالات هم أطفال ضمن المدارس، ووظيفة المرشد النفسي أن يقدم هذا النوع من الخدمات ضمن طاقته التي تساعد هذا الطفل بأن يصبح خارج هذه الأزمة.
أحلام القصير مرشدة نفسية بمدرسة نضال كاسر اسماعيل في محافظة اللاذقية تذكر أن دورة الدعم النفسي بحالات الطوارئ و الأزمات النفسية التي يتعرض لها الشعب السوري بشكل عام نتيجة الزلازل وتداعيات الحرب، وكيفية التعامل مع الحالات الطارئة، حيث تكسب الدورات خبرات ومعارف ومعلومات كلها مفيدة لنا لمعرفة كيفية التعامل مع الأزمات والنكبات التي تحدث في المناطق، بالإضافة إلى معرفة المشكلات التي تعاني منها الفئات العمرية من جراء هذه الازمات وكيفية التعامل معها.
عفراء الإبراهيم مرشدة نفسية من محافظة حماة رأت بأن الورشة قدمت مبادئ الدعم النفسي والاجتماعي التي سيتم تقديمها للأشخاص بحالة الطوارئ كي نقدم الدعم النفسي لفئات عمرية مختلفة من أطفال ويافعين وراشدين، وتوجد الاهتمام بالسلوكيات الآتية من الأطفال مؤشرات على صعوبة نفسية اكثر حدة وهذه تتطلب رعاية إضافية.
رامي علي يونس من طرطوس الورشة يهتم بتدريب مجموعة من المدربين على كيفية الاهتمام بردود الفعل النفسية والانفعالية لفئات عمرية تلقت صدمة أو كارثة، ومن خلال المعلومات التي تقدم خلال الدورة نستطيع معرفة من هم بحاجة إلى رعاية واهتمام أكثر، فالدورة تعطي المدربين مجموعة من المعلومات تساعد على كيفية تحديد حالات الصحة النفسية والعقلية الأكثر خطورة التي لا يمكن معالجتها بالشكل المناسب عبر الدعم النفسي والاجتماعي، و أيضا الاهتمام بردات الفعل التي تصدر من المتضررين على حدث غير طبيعي يمكن أن تؤثر سلباً على قدرة صمود الأشخاص المحيطين بالفرد سواء أسرته او أصدقائه من التلاميذ.
أخيراً يمكن القول إن دورات التدريب تستحق منا كل الاهتمام كون الهدف الذي تسعى إلى تحقيقه هو هدف هام على مستويات حياتنا كافة.