الثورة – عبير علي:
يسعى دائماً ليكون في مقدمة الحرفيين المتميزين بإنجاز أعمال تعكس قدرة الإنسان السوري على العطاء والتطور، فقد أضاف شيخ الكار في الفنون التشكيلية والنحاسية عدنان تنبكجي إبداعاً جديداً للعبة التفكير والذكاء بتصميمه شطرنج سوري مصنوع من النحاس، ويحوي زخارف نباتية وهندسية ملبسة بالذهب الخالص، ومكونة من رقعتين من الشطرنج الرقعة الأولى من الرخام البلدي المصيافي والبزاوي من لونين ومؤلفة من 3 لاعبين وهي على شكل مسدس، والرقعة الثانية من خشب الجوز و فيها لاعبين، موضوعة على طاولة نحاسية مزخرفة يدويا تحملها أعمدة من الخيل العربي بأقوى حالاته، وثلاثة كراسٍ ملكية منجدة بالبروكار الدمشقي.
هذا الإنجاز هو لنيل ثاني صك ملكية لتحفة فنية تراثية في سورية.
وفي حديث لصحيفة الثورة حول عمله الإبداعي الجديد أوضح تنبكجي أن الجامع بين هاتين الرقعتين فوق وتحت غير الروابط والأعمدة النحاسية الستة هي زخارف نباتية وهندسية عمر بعضها 380 عاماً، وجميعها من النحاس وملبسة بالذهب الأساسي
وأن الكراسي الملكية الثلاثة مصنوعة من النحاس وتعبِّر عن الحضارات التي مرت على سورية من الزخارف إلى التاجات الرومانية لكل كرسي من اليمين واليسار وتاج ملكي من الأمام كان الأمراء والسلاطين يتغنون بهذا التاج، وأما خلف الكرسي فهي تاجات نحاسية تعبِّر عن الحضارات التي مرت على سورية وكلها نحاس و ملبسة بالذهب، وجدلة من النحاس على محيط الكرسي، والتنجيد من البروكار الملكي ذي الألوان السبعة (اللون الملكي، والرسمة الملكية النادرة الوجود حالياً، وجميعها خيوط نول حرير طبيعي ومشغولة بدقة حرفيةيدوية عالية).
وأما أحجار الشطرنج فتم تمثيل الملك بتمثال لصلاح الدين الأيوبي كرمز للانتصارات، فيما أحجار الوزير تمثل الملكة زنوبيا، والفيل هو الفيل الآسيوي السوري الذي كان موجوداُ قديماُ ويمتاز بجماله وأنيابه وهو ثمين جداً.
بينما الحصان فهو رمز للخيل العربي الأصيل الذي كان الشعراء يتغنون به، وأما القلعة فهي رمز لقلعة دمشق وكيف كانت تحمي الناس الذين يلجوؤن إليها مع تفاصيل عمليات التحصين الموجودة بها في مواجهة الأعداء.
وتابع: أما الجندي في رقعة الشطرنج فيرمز للجندي العربي السوري الأصيل وانتصاراته التي حققها، كما أنه رمز للجندي إبراهيم علي العطار الذي عرف بالشجاعة والإقدام ووصف بالقائد الأسطوري في الوثائق الإسبانية، ويعد من أبرز القادة الأسطوريين الذي قاد جيش غرناطة لمواجهة القشتاليين، وله نصب تذكاري في مدينة لوشيا بمقاطعة غرناطة الإسبانية.
وبيَّن أن لكل لاعب ملكاً ووزيراً وفيلين وحصانين وقلعتين وثمانية جنود، وهم ثلاثة لاعبين صمموا من النحاس، وهناك منحوتات و قوالب جبصين تم تلبيسها بالنحاس وبعدها عملنا رتوشاً بالمنمنات الصغيرة، ثم قمنا بتلبيس الجسم من النحاس، وأيضا تلبيس أحجاز اللاعب الأول بالذهب وأحجار اللاعب الثاني بالفضة وأحجار اللاعب الثالث بالبرونز.
وتابع تنبكجي بالقول وبما أن الفكرة شطرنج سوري وهو ليس تراثنا.. عملنا على أن يصبح كله تراثنا من الرخام والجوز البلدي والأيدي العاملة السورية.
وتم تنفيذ العمل بحاضنة دمر التراثية بورشة شيخ الكار عدنان تنبكجي مع فريق عمل مؤلف من 14شخصاً يعمل بإشرافه منذ أكثر من شهرين، مشيراً إلى أن حصوله على جائزة الإبداع عام 2021 عن عمل لشطرنج بكرسيين شجعه وشكل دافعاً له لتقديم هذا المشروع الجديد، علماً أنه حائز على 16 جائزة دولية، ولديه 90 مشاركة في معارض دولية.
وختم تنبكجي بالقول إن صك الملكية لدي يعتبر نقطة قوية لحماية الحرفة التراثية وهوية صاحبها، وفيه يكتب كل البيانات وتخضع لخبراء وأكاديميين من جامعة دمشق مختصين بالتاريخ، وآخرين مختصين بالنحاس والبروكار، موضحاً أنه بعد الانتهاء من المشروع سترفع حاضة دمر المركزية للتراث طلبه إلى الاتحاد العام للحرفيين لتسمية خبراء في حرفة النحاس وتلبيس المعادن والنحت والبروكار، وباحثين آخرين في التراث السوري لبيان وتدقيق الوصف الفني ودلالات التراث السوري التي تعبر عنها هذه التحفة وعلى ضوء تقرير الخبرة يتم المنح أو الاستبعاد.