ثورة أون لاين:
من يعرف تاريخ العصابات الصهيونية في فلسطين المحتلة ويقارنها بما تفعله داعش في أرض الشام والعراق لا يجد فارقاً في أسلوب القتل وسفك الدماء لأهلنا في تلك المناطق من بلادنا.
وما بين الهاغانا وداعش تبرز مذابح الوهابيين في الجزيرة العربية وغدرهم بأهلها وسفكهم لدمائها… هي ذاتها آلة القتل ولكنها اليوم أصبحت أكثر شراسة وفتكاً وإجراماً ودموية.
ما يجري اليوم من أحداث دموية في سورية والعراق هو المثال القذر للفكر الوهابي التكفيري الذي سيطر على الجزيرة العربية أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وقد وجدت الوهابية التكفيرية في داعش امتداداً لتاريخها القذر في القتل والإجرام فاستخدمته ووظفته ومولته ودعمته بالسلاح والمرتزقة بعد إذن الولايات المتحدة الأمريكية وعلمها وتحت إشرافها.
للولايات المتحدة الأمريكية مصالح كبرى في المنطقة تتقاطع مع المصالح الصهيونية وهو ما شجع على هذه الفوضى الهدامة في بلادنا، وقد وجدت من يساعدها على ذلك بعد أن كشفت الوهابية في مملكة الأشرار عن وجهها القبيح للوطن العربي وعبثت بمقدراته بدمٍ بارد يعيد تاريخ الوهابية المليء بالقتل والإجرام.
ما حصل في الموصل والأنبار دليل جديد يضاف إلى جرائمهم، وسكوت الولايات المتحدة الأمريكية عما يحدث في الموصل والمدن العراقية الأخرى هو نتيجة الاحتلال الأمريكي للعراق الذي شرذم مقدراته وحل جيشه وجعله عرضة لعدوان داعش حيث المصلحة العليا للولايات المتحدة التي لا تتدخل إلا عندما تتعرض مصالحها للضرر أو بالأحرى عندما يتجاوز هذا التنظيم الوهابي الإرهابي الخطوط المرسومة أو المساحة المسموحة له في الإرهاب.
ولكن تنظيماً مثل داعش لا بد وأن يتمدد ويتجاوز الخطوط المرسومة له حتى ولو طلبت منه الولايات المتحدة ألاّ يفعل وأن يعمل على تحقيق مصالحها فقط وأن يبقى في المنطقة أو المساحة الجغرافية التي يسيطر عليها لأسباب جيوسياسية لا تعلمها إلا الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني، وما تقدمه مملكة آل سعود وإخوان تركيا لا يتعدى تنفيذ إطار لحدود داعش المفترضة على حدود الدولة الكردية القادمة التي بدأت ملامحها ترتسم يوماً بعد يوم بدعم أمريكي واضح وفاضح!!
أحمد عرابي بعاج