الأوطان باقية مادامت دماء الشهداء تغار وتثأر على من تسول له نفسه المساس بها بأي شكل من الأشكال، فلا عطاء كعطاء الشهداء.. ولا عظمة تضاهي عظمة الشهداء.. ولا تكريماً بحجم تكريم الشهداء.. فتخليدهم في الحياة الدنيا وفي الآخرة..
كل فرد منا مدين لأرواح الشهداء ويكُن لها التقدير والامتنان، لكونه ينعم بحياة آمنة في سلام وطمأنينة..عندما تأتي لحظة الاستشهاد، لا أحدَ يتجاهُل أَلمَ الفراق، ومرارةَ الانفصال، وحرقَة الموت، ولحظاتِ الوداع، لكننا جميعاً نبجل الشهيد الذي سما إلى الدرجات العلى مطمئناً.
لحظات مرت بسرعة، في حفل تخرج أبطالنا.. طلاب الكلية الحربية في حمص.. لم يتصورها إنسان.. لكنها كانت إيفاء لقسم ينفذ من اللحظة الأولى، أبطال قضوا نحبهم ولم يبدلوا تبديلاً.. شهداؤنا يودعون الوطن والأهل.. وبعد رحيلهم لم يعودوا مُلكاً لذويهم وإنما هم رصيدٌ لأمتهم ومن هنا تنبع عظمتهم.. فأبناؤنا من الشهداء العظام.
أرواح شهدائنا تجول لتنير الحق وتقضي على الظلمات، وتوضح أن النفوس الطاهرة مازالت تنبض بها القلوب.. تركوا أثراً طيباً نفتخر به ونعتز، خلفوا سيرة مُثلى تخط الطريق أمام الخلف، وباقة من المبادئ والقيم كي تكوّن التراث الذي لا يبهت بريقه، ولا ينضب إشعاعه.. هذا ما تركوا لنا، فما بالنا نحن والأمانة بين أيدينا، والجرح النازف ألم يدمينا.
برداً وسلاماً لأرواحهم الطاهرة، اختصروا الطريق وتخرجوا بشهادة لونها لون الدم.. برداً وسلاماً على قلوب السوريين، الرحمة والسلام لشهداء الكلية الحربية.. هنيئاً لكم الشهادة، هنيئاً لكم هذا الرقي، هنيئاً لكم وأنتم تزفون عرساناً.. هنيئاً لكم الشهادة وأنتم رويتم أرض الكلية الحربية.. أرض سورية الأبية..
