تشكل الأسرة الدعامة الأولى لبناء أي مجتمع، فهي قوس النصر الأول والمرجع الأساس لعملية التطور والتقدم والتغيير إيجاباً أو سلباً.
ولأن الأسرة والعائلة مصدر القوة الحقيقية والطمأنينة الآمنة يترتب عليها اليوم أكثر من أي وقت مضى أن ترمم وجع المجتمع، وتعيد النظر بصياغة أساليب جديدة في تربية وتوعية أبنائها. تحد من فجوة الانفلات والفوضى القائمة بفعل الانفتاح الكبير لوسائل التقنية بمختلف مسمياتها، ما خطف الأبناء من أسرهم، وأبعد الأسر والأهل ربما عن متابعة أبنائهم بالشكل المطلوب لأسباب عديدة غير خافية على أحد بفعل الظروف الطارئة التي ألمت ببلدنا وتأثر بها الصغير والكبير.
وفي هذا السياق لا نضع اللوم على أحد بقدر ما ندعو إلى تعزيز مفهوم الأسرة السورية التي كانت وما زالت وستبقى صمام الأمان واللاعب الرئيس في تحصين المجتمع وتعزيز مناعته وصلابته، لما لها من تأثيرفعال مقنع وجاذب، خبرناه على مدى سنوات طويلة وفي تجارب وظروف عديدة، فهي الوطن الصغير الداعم لمجتمع المدرسة والجامعة والمؤسسة والمعمل وجميع جوانب الحياة.
صحيح أن الفقر والحرمان والظروف الاقتصادية الضاغطة اليوم وتهجير العديد من الأسر وتركهم منازلهم تؤثر سلباً على واجبات الأسرة للقيام بدورها وما يتطلب منها من مسؤوليات، لكن يبقى للأب والأم لغزهما وسرهما في الحفاظ على القيم والمبادئ وأخلاق المجتمع بفعل الانتماء والغيرية.
فعندما يكون أسّ الأسرة سليماً ومعافى يمتد جذوره إلى باقي شرايين المجتمع، يمنحه الخير والعطاء والرؤية السليمة.

السابق
التالي