عندما نكرم المبدعين سواء الأحياء منهم أو الأموات فنحن نكرم أنفسنا، فالتكريم هو حالة حضارية وثقافية تؤكد على أهمية العطاء في حياتنا ومرحلة أساسية من مراحل حياة المبدع التي تعني الاستمرار وعدم التوقف في مكان معين..
ويحسب لوزارة الثقافة أنها تكرم مبدعيها في كل عام ففي الأمس القريب كرمت ثلة من المبدعين الذين قدموا جلّ مايستطيعون في ميدان الثقافة والفكر والفنون وهم الدكتور خلف الجراد والأديب بيان الصفدي والفنانة نادين خوري.
من جهة أخرى كانت بادرة طيبة ومباركة تلك التي أطلقتها الهيئة العامة السورية للكتاب، بإصدار عدد خاص بمئوية الشاعر الراحل نزار قباني – مجلة المعرفة السورية التي حققت وجوداً مهماً على الساحة السورية والعربية، حيث جددت ذكرى الشاعر بالاحتفاء به، و ترافق ذلك مع إصدار كتاب عنه أعدّه الناقد إياد المرشد.
هذا التوجه يجب أن يتعزز بشكل دائم، فهو خصب يضيء على القامات الإبداعية، قد تكون المناسبات مهمة لفعل ذلك وقد يحدث أن نبتكر مناسبات أخرى، لكن الاحتفاء ضرورة مهمة وحدث ثقافي لا يمكن إلا أن نؤكد على أنه يضيء بكل الاتجاهات وما ينسحب على الشعراء ينطبق على جميع المبدعين.
نعم، نحتاج دائمًا إلى أن نكرّم ونقدّر مبدعينا من خلال المناسبات والأهم من خلال الرؤى والاستراتيجيات التي لابد من اعتمادها كمنهجية عمل، فهؤلاء كشفوا الطريق لنا عبر ثنايا أعمالهم الإبداعية المتميزة، وهم المؤمنون بأن القيمة الأخلاقية التي تتمثل في العمل والعطاء تشع وتسمو لطالما كان الإبداع ثم التكريم يخلد صاحبه وزمنه ومعاصريه.